تشيلسي بطلًا لكأس العالم للأندية 2025م

رصد: ألوان

دخل نادي تشيلسي الإنجليزي بطولة كأس العالم للأندية 2025 بعقلية استراتيجية شاملة، تُجسد رؤية إدارية طويلة الأمد بدأت منذ مايو 2024، حين ناقش مسؤولو النادي مصير المدرب السابق ماوريسيو بوكيتينو. ورغم أن البطولة كانت حاضرة في حسابات الإدارة، انتهى الأمر بتعيين الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي قاد الفريق إلى موسم استثنائي تُوّج بثلاثية تاريخية: التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، الفوز بدوري المؤتمر الأوروبي، والتتويج بلقب كأس العالم للأندية.

في المباراة النهائية على ملعب “ميتلايف” بنيوجيرسي، قدّم تشيلسي أداءً مذهلًا بقيادة النجم الإنجليزي كول بالمر، الذي سجل هدفين وصنع الثالث لزميله جواو بيدرو، ليحسم المواجهة أمام باريس سان جيرمان بنتيجة 3–0. صورة بالمر تصدّرت لوحات الإعلانات في ميدان تايمز سكوير، بشعار “مرعب جدًا”، في دلالة على تحوّله إلى رمز جديد في ثقافة الانتصارات داخل النادي.

منذ انطلاق البطولة، تعاملت إدارة تشيلسي مع الحدث كفرصة اقتصادية ورياضية، حيث خصصت ميزانيات ضخمة تجاوزت ما قدمه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للأندية المشاركة. حصل النادي على 114 مليون دولار كجائزة مالية، وهو مبلغ بالغ الأهمية في ظل قواعد اللعب المالي النظيف، خاصة بعد دفع غرامة بقيمة 36 مليون دولار بسبب مخالفات سابقة، وإنفاق أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني على تعاقدات جديدة.

التحضيرات اللوجستية كانت على مستوى عالٍ؛ إذ تفاوض النادي مباشرة مع نادي “فيلادلفيا يونيون” لاستئجار منشآته التدريبية، وتجاوز بذلك قرعة الفيفا التي أجبرت فرقًا أخرى مثل فلامنغو على التدريب في مواقع بعيدة. كما استخدم مرافق جامعات وملاعب في ميامي ونيويورك، وأنفق ضعف الميزانية المخصصة من الفيفا لضمان أفضل استعداد ممكن.

على المستوى الفني، حافظ ماريسكا على تماسك التشكيلة، واستدعى لاعبين من الإعارات مثل أندري سانتوس، ووزع الدقائق بعناية للحفاظ على جاهزية الجميع. حتى خسارة المركز الأول في المجموعة جاءت بميزة تكتيكية، إذ جنّبت الفريق مواجهة باريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ وريال مدريد حتى النهائي. وفي طريقه إلى اللقب، تخطى تشيلسي فرقًا قوية مثل بنفيكا، فلومينينسي، وبالميراس.

النهائي شهد حضورًا جماهيريًا لافتًا، بدعم خاص من مشجعي الإكوادور لمويزيس كايسيدو، وانتهى بأجواء مشحونة ومشاحنات بين اللاعبين، لكنها لم تُفسد فرحة التتويج. سيحصل اللاعبون على إجازة قصيرة قبل العودة إلى لندن في الرابع من أغسطس، استعدادًا لانطلاق موسم الدوري الإنجليزي بعد 35 يومًا فقط.

بهذا الإنجاز، يُثبت تشيلسي أنه لا يكتفي بالمنافسة، بل يُجيد الاستثمار في التفاصيل، ويُحوّل الرؤية الإدارية إلى واقع ملموس على أرض الملعب، ليُرسّخ مكانته كأحد أنجح أندية العالم في العصر الحديث.