الإدارة الأمريكية .. جهود لوقف الحرب في السودان

الإدارة الأمريكية .. جهود لوقف الحرب في السودان
أمدرمان: الهضيبي يس
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إحلال السلام في السودان. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي مع خمس رؤساء دول أفريقية وهم قادة الجابون وغينيا بيساو وليبيريا وموريتانيا والسنغال، وكذلك كبير مستشاريه للشؤون الأفريقية: (نخطط لتسهيل التوصل لتسوية سلمية في ليبيا والسودان). وتستعد الإدارة الأمريكية لعقد مؤتمر بخصوص الأزمة السودانية عقب اجتماعات ولقاءات مع عدة دول خلال الأيام الماضية منها السعودية، مصر، تركيا، ليبيا. وشدد مبعوث الرئيس ترامب لأفريقيا مسعد بولس على عزم الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الحرب في السودان بما يحقق السلام وإعادة الاستقرار ويحقق العدالة.
+ اهتمام متأخر
وبحسب وجهة نظر بعض المراقبين فإن تصريحات “ترامب” حول الشأن السوداني جاءت متأخرة، مقارنة مع حيثيات وتطورات الحرب، ولكنها أيضًا لها إيقاع وتأثير خاص على مستوى النزاع المسلح. إذ تشير بعض التوقعات التي تحمل الطابع الاقتصادي إلى انخفاض سعر الصرف في السودان، فضلًا عن تشجيع رؤوس الأموال والشركات العالمية بالتوجه نحو البلد الأفريقي للاستثمار، خاصة وأن السودان ورغم الحرب، ما يزال يعمل على تصدير عدد من المنتجات الزراعية والحيوانية والمعدنية. ويرى المراقبون أن تصريح ترامب انطلق من قاعدة صلبة لجهود مُضنية بذلها شركاء السودان الإقليميون والدوليون بغرض إيجاد حل عاجل وجذري، للكارثة الانسانية، مع وجود دعوات متزايدة لإطلاق عملية سياسية شاملة تضع حدًا للحرب في السودان وتعيد بناء مؤسسات الدولة، ويقول الخبراء أنه يمكن قراءة كل هذه التحركات السياسية والدبلوماسية المتزامنة بأنها تأتي وكأنها بمثابة إعلان مباشر لرغبة إقليمية ودولية في احتواء الأزمة السودانية، ومنع تمددها إلى دول الجوار.
+ الاستفادة من الفرصة
ويوضح الباحث في الشؤون الدولية ناصر يوسف أن بإمكان السودان الاستفادة من فرصة رغبة الإدارة الأمريكية في إنهاء الحرب وفقا لتطورات الأوضاع الداخلية. فيبدو أن إدارة “ترامب” بدأت تفكر مليًا بأوضاع السودان بصورة سياسية وعسكرية واقتصادية وتسعى لإبطاء إيقاع الحرب المتسارع الذي يؤثر اقتصاديًا وجيوسياسيًا على الأمن والسلم الدوليين. ويضيف ناصر: أن الإدارة الأمريكية تدرك تمامًا أن استخدام أسلوب العصا والجزرة لم يعد يجدي مع السودانيين باحداث تأثير لحل أزمة الحرب، إنما أتوقع لجوء الولايات المتحدة الأمريكية لسياسة دعم وسيط في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بصلاحيات وتعهدات كبيرة لحل الأزمة لتجاوز جملة المخاوف التي باتت تزداد بشكل يومي.
+ برنامج واستراتيجية
ويذهب الكاتب الصحفي أسامة عيدروس إلى أن هناك مجموعة من الدوائر الأمريكية باتت تضغط بشكل أكبر على حكومة الرئيس ترامب بشأن السودان، وضرورة التعاطي مع الجيش بخلاف طريقة فرض العقوبات والمساواة بينه ومليشيا الدعم السريع. أيضا الإدارة الأمريكية تسعى إلى تحقيق مكاسب وتنفيذ منهج إعادة التموضع في أفريقيا، خاصة بعد تفاقم أزمات العالم من الأزمة الإيرانية، الإسرائيلية مؤخرًا ومن قبل الحرب الفلسطينية وتأثيرات ذلك بشكل واضح على الاقتصاد العالمي وحلفاء ترامب في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والدعوة لتحرك أكبر مما ينبغي لحل الأزمة. ويمضي عيدروس قائلاً : على الحكومة السودانية وضع برنامج واستراتيجية للتعامل مع ما تمضي فيه الولايات المتحدة الأمريكية من أدوات خلال الفترة القادمة بخصوص الحرب، باعتبار أن الكفة ميدانيًا باتت في يد الجيش.