
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (١٩ يوليو…)
مع إسحق
إسحق أحمد فضل الله
(١٩ يوليو…)
و١٩ يوليو يقترب..
وسولجينتسين كتب:
عام ١٩٢٤، مؤتمر الحزب الشيوعي في مقاطعة قرب موسكو.
والرفيق سكرتير الحزب يفتتح… ويقرأ البيان.
وفي السطر الأول يذكر اسم ستالين.
وهذا يعني أن يقف الجميع (الوقوف لازم كلما ذُكر اسم ستالين).
وفي القاعة يدوي تصفيق حاد… ثلاث دقائق… أربع دقائق… خمس دقائق…
وتبدأ الأكف في التنميل، وترتفع الأيدي بوضع أفقي…
ويختنق متوسطو العمر، وحتى الذين يؤلهون ستالين بصدق يبدأون في الاعتقاد بأن هذا جنون لا يُطاق.
لكن، من يجرؤ على أن يتوقف أولًا؟
يمكن أن يفعل ذلك السكرتير على المنصة؟ لا… إنه مبتدئ ومرعوب.
ومن كان في مكانه هو الآن في السجن.
ولأنه يعلم أن القاعة محشوة برجال المخابرات، وأن عيونهم على الأيدي المنهمرة بالتصفيق، ينتظرون من يتوقف أولًا،
فإن الهدير يستمر… ست دقائق… سبع دقائق… ثمان دقائق…
تهالكوا.
لكن لا يوقفهم إلا الذبحة الصدرية.
في منتصف القاعة، في الزحام، يمكن للمرء أن يروغ، أو أن يصفق بجهد أقل، وأن يلهث ببطء.
وماذا يمكن أن يفعل من هو على المنصة تحت العيون؟
مدير مصنع الورق في المنطقة، رجل عصامي مسالم، كان واحدًا ممن يقفون على المنصة.
كان يصفق، وهو يعرف أن الأمر بأكمله مصطنع، ولا مخرج منه.
والتصفيق يستمر… تسع دقائق… عشر دقائق…
والجميع ينظرون إلى السكرتير، وهذا لا يتوقف عن التصفيق.
وليس مسموحًا له بالتوقف.
وقادة المناطق، كل واحد منهم ينظر إلى الآخر… وتصفيق…
والبعض يسقط ويخرجونه محمولًا…
وفي الدقيقة الحادية عشرة، مدير المصنع، سيقانه ترتجف، فيجلس…
فيجلسون… تم إنقاذهم.
… تم اعتقال المدير فجر اليوم التالي…
هؤلاء… (الشيوعيون)… كانوا سيحكموننا…
انتهى الأمر؟ لا.
فالحكاية هي:
قرنق… الإمارات… الشيوعي… الـ… الـ… جهات تَجْرِي حول شيء واحد.
الجهات هذه، كل منها يستخدم الآخر للوثوب إلى الحكم.
حتى إذا نجح “المرسال”، جاء من أرسله وأبعده عن الحكم، ليحكم هو.
في الأحد الماضي، نعيد نشر توصية مؤتمر أسمرا، الذي يقولون فيه للجنجويد:
“لن تنتصروا إلا إذا أشركتم القبائل العربية في الحرب…
وبعد الانتصار تضربونها وتنفردوا بالحكم…”
وكل أحد يتربص بكل أحد.
وكلهم يتربص بهم الشيوعي.
وذكرى يوليو… وبيت الضيافة… تقترب.