د. عمر كابو يكتب: القضارف .. الأرض تنبت ألف ثائر

ويبقى الود

د. عمر كابو

القضارف .. الأرض تنبت ألف ثائر

** هي القضارف أم اليتامى والأرامل والمساكين، طينة الإطعام مأوى الجوعى مهوى البسطاء يحج إلى أهلها كل بائس فقير فيجد فيهم ملاذه الأخير حيث تستقبلهم بالبشر والترحاب والجود الكبير..
** سفر طويل طويل من المشاركة فى المحافل القومية في شتى المجالات وضروب الحياة..
** يكفي أنها ظلت طوال حرب الجنوب الطويلة تدفع بسخاء دون من أو أذى للمركز العام خصمًا على تنميتها واحتياجاتها دعمًا للمجهود الحربي ومؤازرة لجيشنا العظيم..
** فيما تكفلت بتأمين جبهة وطننا الغالي من ناحيته الشرقية ضد اعتداءات الأحباش المتكررة..
** وفي سبيل ذلك قدمت ذات معرك أعظم أبنائها ارتقوا شهداء لله دفاعًا عن تراب السودان في معركة أبلوا فيها بلاءًا حسنًا بقيادة الشهيد البطل فارس السودان (الرائد) حينها حسن محمد عبدالله أبوعنجة أشجع من عرفت وأعظم من صادقت..
** في معركة الكرامة والكبرياء كان قدرها أن تكون الولاية الأولى في المسارعة لدعم القوات المسلحة وانشاء المقاومة الشعبية مؤازرة ومساندة..
** فصدق فيها قول أستاذنا الشاعر صالح السنوسي :
يكفي القضارف أن تكون ركيزة
ويظل رمزا للورى احسانها
فهي السخاء ولا من يرافقه
جند الفضيلة كلنا فرسانها
كرم أصيل والرجال معادن
إن الشهامة في الصدور مكانها
** هاهي تعود بالأمس لتكتب سفرًا جديدًا ناصع الوضاءة في التضحية والابتلاء والصمود والبسالة مهره أبناؤها وهم يجودون بأرواحهم الطاهرة الزكية فداءًا لوطن عزيز..
** حيث ارتقى سبعة من أعز شبابها من أبناء أسرها الكبيرة العريقة شهداء لله في معركة (أم صميمة) بكردفان..
** شاركوا ضمن متحرك كبير قوامه أبناء هذه الولاية المعطاءة وتسابق هؤلاء الفتية يستقبلون الموت رغم صغر سنهم في جسارة عزت على الشجعان..
** كروا على مليشيا الجنجويد في وثبة حامية الوطيس فلقنوها درسًا استثنائيًا في الثبات والصلابة والصبر الجميل..
** كانت ثمرة ذلك أن عردت هاربة خائفة مرتعبة مخلفة أرتالًا من الهالكين المجرمين الذين تحولوا جيفة قذرة طعام للديدان والصقور والكلاب ذاك مصيرهم في الدنيا وعند الله يوم القيامة عظيم العقاب..
** لتفقد القضارف هؤلاء الشباب خيار من خيار من خيار احتسبتهم شهداء واجب خلدوا اسمها بأحرف من نور ضمن الولايات الأعظم تضحية..
** ويبقى السؤال الجوهري هل يمكن أن يقبل عاقل أن تذهب أرواح هؤلاء الشباب الذين تدافعوا لأجل القضاء على مليشيا الجنجويد هدرًا دون تحقيق مبتغاها؟.
** إن أي مطالبة بوقف الحرب أو الاتفاق مع هوانات المليشيا هي خيانة واضحة وصريحة لدماء هؤلاء الفتية الأبرار..
** لا أجد ما أعزي به نفسي وأسلى فؤادي الجريح إلا أن نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه..
** صادق مؤاساتي ونبيل تعزيتي لأسر الشهداء والجرحى من أبناء القضارف الذين شرفوا الولاية وحولوها بالأمس أم شهداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه..
** إنا لله وإنا إليه راجعون