أبيي .. البلدة التي تشتعل بانتهاكات المليشيا

أبيي .. البلدة التي تشتعل بانتهاكات المليشيا
أمدرمان: الهضيبي يس
استقبل أحمد العمدة بادي حاكم إقليم النيل الأزرق بمكتبه وفد المجلس الأعلى لتنسيق شؤون دينكا نقوك بمنطقة أبيي بالسودان برئاسة شول موين بول رئيس المجلس، يرافقه نادر دينق وعدد من منسوبي المجلس الأعلى بالإقليم. وذلك بحضور يوسف الهادي يوسف المحافظ برئاسة حكومة الإقليم وميرغني مكي ميرغني الأمين العام للحكومة. وأوضح ميرغني مكي ميرغني الأمين العام للحكومة أن اللقاء استعرض عددًا من القضايا التي تهم شعب منطقة أبيي بالإقليم، في مقدمتها مشاركة مواطني منطقة أبيي وانخراطهم في القضايا الوطنية عامة ومشاركتهم في حرب الكرامة. وأشار إلى أن الحاكم ثمن تضحيات مواطني أبيي في دعم وإنجاح معركة الكرامة والقضايا الوطنية الأخرى. كما أكد بادي على كفالة الحقوق المتساوية لكافة المواطنين، ودعا المجلس إلى ضرورة المضي قدمًا في متابعة القضايا التي تهم شعب منطقة أبيي بالإقليم تحقيقًا للوحدة الوطنية الجامعة.
وعاشت أبيي خلال الفترة الماضية صراعًا مسلحًا بين المجموعات السكانية هناك بين قبيلتي المسيرية ودينكا نكوك، أسفر عن مقتل العشرات وكثيرًا ما تنشب تلك الصراعات المسلحة مع اقتراب فصل الخريف وبدء حركة الزراعة. بينما أقرت الأمم المتحدة قوات خاصة للفصل بين تلك الخلافات عقب إجراء استفتاء للمنطقة في العام 2009، عرفت باسم “اليونسفا”. ووفقًا لعدد من المراقبين، فإن دور قوات اليونسفا لم يكن بالقدر المطلوب مقارنة بتوسع دائرة الخلافات.
ومع تطورات أوضاع البلاد واندلاع حرب 15 أبريل 2023 جراء تمرد مليشيا الدعم السريع وممارسة جملة من الانتهاكات، أبرزها إنشاء أسواق للمسروقات منها سوق “النعام”، والاعتداءات بشكل يومي على المنطقة من قبل قوات الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو بالتعاون مع مليشيا الدعم السريع، وغياب أي دور ملموس لقوات اليونسفا مع تكرر الأعمال العدائية وسط دعوات بتدخل الجيش.
ويقول عمر أجوك عضو تنسيقية بلدة أبيي إن منطقة أبيي الواقعة على الحدود السودانية الجنوب سودانية تعيش أوضاعًا غاية في القسوة جراء تدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية، وتخوف من نشوب مواجهات قبلية بين المسيرية ومسلحين يتبعون للحركة الشعبية من أبناء جبال النوبة.
ويضيف “أجوك” باتت البلدة تغيب فيها أي سلطة حكومية حتى تفويض القوات الأممية “يونسفا” غائبة بشكل شبه تام أمنيًا ومن حيث القيام بدورها الأساسي في حماية المدنيين ببلدة أبيي. والآن نحن في تنسيقية المنطقة بصدد الدفاع عن أنفسنا بعد نزوح الآلاف نحو مناطق كردفان بحثًا عن الطعام والأمان مع موت المئات نتيجة لتدهور الأوضاع الصحية وتعرضهم لهجوم مسلح على يد عناصر مليشيا الدعم السريع.
ويؤكد المحلل السياسي عاطف عبد الرحيم أن دولة جنوب السودان ترغب في استمرار حرب “السودان” والدخول في لحرب جديدة نتيجة لما تقوم به من ممارسات ببلدة أبيي، فهي الآن تسعى لعملية إعادة التموضع في المنطقة والاستفادة من مجمل الأوضاع التي يمر بها السودان سياسيًا وأمنيًا. وزاد: يظل الدفاع عن المنطقة ومجابهة الانتهاكات ممكنًا في تكثيف الدور الاجتماعي عبر التعبئة وتكوين الهيئات الشعبية للدفاع عن أبيي، أيضًا الوقوف على إعادة تقييم دور البعثة الأممية “اليونسفا” ومدى لعب دور الحياد اتجاه ما يجري. لافتًا إلى محاولة “الحركة الشعبية” التأكيد على لعب دور سياسي وفقًا لمنهج التحالف الأخير تأسيس وتحقيق اندماج سياسي وعسكري مع مليشيا الدعم السريع حتى وإن كان على حساب المجموعات السكانية بالمنطقة.