عبدالفتاح الله جابو .. الموسيقار الذهبي

عبدالفتاح الله جابو .. الموسيقار الذهبي

بقلم: صلاح الدين عبد الحفيظ
من نماذج الإصرار وحب الموسيقى الموسيقار عبد الفتاح الله جابو الذي وداخل تاريخ حياته محطات تدل على مدى محبته للموسيقى.
في العام 1929 وبحي السجانة كان ميلاده، فدرس الأولية بمدرسة الخرطوم ومنها نحو المدرسة المتوسطة بذات الحي الذي سكن فيه مع حفظه لأجزاء من القرآن الكريم بخلوة الشيخ محمد بابكر.
اهتم (فتاح) بالغناء فكان دائم الاستماع لأغنيات الفنانين الكبار آنذاك وهم سرور وكرومة. عاصر عبد الفتاح الله جابو الفنانين الأوائل من المدرسة الوترية الأولى وهم حسن عطية وأحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف وعبدالحميد يوسف ويعتبرالفنان عبدالحميد يوسف من أكثر الفنانين الذين تعاون معهم بالعزف على الكمان في فترة نجوميته الطاغية في نهايات الاربعينيات وبداية الخمسينيات.
في سيرة عبد الفتاح الله جابو اصرار واضح لبلوغ النجومية مستمع جيد للأغاني إلى متابع لحفلات الفنانين إلى الاعجاب بآلة الكمان التي عشقها للدرجة التي جعلته يقوم بصناعة (كمنجة الصفيح) التي استغرقت منه شهران حتى صارت كمنجة إلى اأن صار مشرفًا على تسجيلات الفنانين بالإذاعة السودانية.
يذكر التاريخ أن عبد الفتاح الله جابو سعى لإنشاء معهد أو كلية متخصصة لتدريس الموسيقى في السودان لتأهيل العازف المؤهل علميًا.. فتفاكر مع الزعيم الراحل الأزهرى حول قيام معهد للموسيقى وذلك في العام 1957 إلا أن الفكرة صاحبتها صراعات سياسية.
ارتبط بالفنانين عثمان حسين وأحمد المصطفى الذي قدمه له العازف الأول على آلة الكمان السر عبد الله وذلك خلال أربعون عامًا وظل عضوًا نشطًا في اتحاد الفنانين في جميع الدورات التي أعقبت تأسيسه مع اشرافه على العمل الموسيقي بالإذاعة.
لعبد الفتاح مهارات أخرى في عالم الموسيقى فقد عزف على الجيتار والصفارة والأكورديون وعزف بها لأول مرة مع أحمد المصطفى فى حفل أقيم بنادي الزهرة الأمدرماني. بعد أن ذاع صيته كعازف كمان أبلغ الفنان عبد الحميد يوسف مدير الإذاعة آنذاك متولي عيد به فإنضم رسميًا لفرقة الإذاعة في العام 1949 وكانت الإذاعة فى ذلك الوقت تضم الخواض – النقر – علاء الدين حمزة – بدر التهامى..
يقول الله جابو: (أبرز مشاكل العازفين آنذاك عدم وجود دراسات موسيقية للعازفين لذلك كونا اتحادًا للعازفين بداخله نقابة الفنانين برئاستي ونظمنا كورسات ودراسات موسيقية للعازفين مع الاستاذ اسماعيل بادي.. وفي 1958م قابلنا والمرحوم الخواض وعلاء الدين حمزة الزعيم الراحل اسماعيل الأزهري ولخصنا له قضايانا في فتح فرص دراسية للعازفين بمصر لكي نضع نواة لمعهد موسيقى سوداني.. وكان رده” لماذا لا نفتح المعهد الآن” فكان ردنا عليه بأنه لابد لنا أولًا من تأهيل كوادر سودانية لكي تقوم بالتدريس حتى لا يحدث تغريب لفنوننا كما حدث حاليًا بمعهد الموسيقى والمسرح حيث” تكورنت عازة السودان”.. وبعد وافق الزعيم الأزهرى ورفع مذكرة ليحيى الفضلي طالبه فيها بالإسراع في البت في هذا الأمر وبالفعل سافر بعض الأخوة للدراسة بمصر.. ولكن معهد الموسيقى لم يقم نسبة للظروف السياسية التي واكبت تلك الفترة من صراعات أودت بالفكرة بعيدًا).
يستحق الموسيقار عبد الفتاح الله جابو لقب الموسيقار الذهبي لوجوده الفاعل داخل الأغاني السودانية عازفًا للكمان ورئيسًا لفرقة الإذاعة وعضوًا بلجنة النصوص والألحان ومؤسسًا لفرقة الخرطوم جنوب.