
عصام جعفر يكتب: نصّاب الإسكندرية..
مسمار جحا
عصام جعفر
نصّاب الإسكندرية..
• إعادة الإعمار في السودان ليست للمباني والمؤسسات والطرق، فالدمار شمل كل شيء..
• وأكبر خسارة وأكبر دمار هو ما لحق بالإنسان السوداني..
• الإنسان السوداني نفسه في حاجة لإعادة إعمار وترميم لوجدانه وقيمه وأخلاقه وإنسانيته..
• الحرب كشفت أجمل ما فينا، وفي نفس الوقت كشفت أسوأ ما فينا، وهو كثير ومدهش..
• قيم كثيرة انتهت، وأخلاق سقطت، ومُثل بادت، وسلوك إجرامي أصبح في حكم العادة والطبيعي… فهناك مواطن قتل أخاه المواطن، وسرق بيته، واعتدى على عرضه، وداس على كل القيم والأخلاق، ونسي المروءة والكرامة والشهامة..
• والفجيعة الكبيرة أننا انتقلنا بسلوكنا غير الشريف هذا إلى خارج الحدود..
• تتداول أوساط السودانيين بمصر قصة الرجل السوداني الذي اغتال أحلام اللاجئين السودانيين، وبدّد أشواقهم إلى وطنهم وذنوبهم، وسرق فرحة العودة إلى الديار، بعد أن نصب على ١٢٠٠ مواطن وعد بترحيلهم إلى السودان ضمن برنامج العودة الطوعية، فسرق أموالهم وفرّ إلى جهة غير معلومة، وترك الأسر في الشارع بعد أن أخلوا مساكنهم بسبب السفر الذي أصبح (سفر الجفا)..
• السفارة السودانية تدخلت وأصدرت بياناً لم تميط اللثام عن كل الحقائق، ولم تشر إلى أن السودانيين تعرضوا للنصب، بل قالت إن العملية تعثرت!..
• أوضاع السودانيين في مصر تكشف حالة الضياع التي وصل إليها الإنسان السوداني، الذي يشكل أكبر جالية نازحة تفتقد العناية والاهتمام والرعاية من سلطات بلادها..
• الفساد في السودان كبر وساد، وامتدت فروعه خارج الديار، والمواطن السوداني البسيط يدفع ثمن هذا الفساد الحكومي والأهلي..
مسمار أخير:
إذا سألوك عن السودان، فقل: هو وطن بجمال يوسف، وحزن أبيه، وفساد أخيه.