سيول وادي كجا تعزل الجنينة

رصد: ألوان

شهدت مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، أمطارًا غزيرة خلال اليومين الماضيين تسببت في فيضانات مفاجئة أدت إلى فصل غرب وادي كجا، حيث تقع المؤسسات الحكومية، عن شرق الوادي الذي يضم وحدة أم دوين الإدارية. وأدت السيول إلى شلل شبه كامل في حركة التنقل داخل المدينة، إذ بات الوصول إلى وسط الجنينة ممكنًا فقط عبر جسر “أردمتا”، الذي يبعد مسافة طويلة ويصعب اجتيازه بواسطة العربات الصغيرة، ما اضطر السكان إلى استخدام عربات الدفع الرباعي.

وأفاد الصحفي علاء الدين بابكر لراديو دبنقا بأن معظم وسائل النقل توقفت، خاصة الركشات والعربات الصغيرة، مما أدى إلى تعطل حركة السوق اليومية ومصادر كسب العيش، وسط غياب واضح للتدخلات الحكومية العاجلة. وأشار إلى أن المدينة شهدت في العام الماضي فيضانات مماثلة أدت إلى انهيار عدد من الكباري الحيوية، من بينها جسر “باري”، ما تسبب في عزل ولاية قُرَب دارفور عن وسط دارفور، وغمر أحياء سكنية بالكامل، واضطر السكان حينها إلى الاحتماء بالأشجار.

ورغم توقعات بتكرار سيناريو الخريف الماضي، لم تُسجل استعدادات واضحة من السلطات المحلية، وفقًا لما أكده بابكر، الذي أشار إلى أن الإدارتين المدنيتين في غرب ووسط دارفور تمكنتا من إجراء صيانة مؤقتة لجسر باري، بما يسمح بالتواصل بين الولايتين خلال موسم الأمطار الحالي.

في المقابل، شهدت المنطقة تحركًا شعبيًا واسعًا استعدادًا للموسم الزراعي، حيث خرج عدد كبير من المواطنين لزراعة أراضيهم، وسط تفاؤل بنجاح الزراعة المطرية التي يعتمد عليها سكان دارفور في غذائهم الأساسي، وعلى رأسه محصول الدخن. وأكدت مصادر محلية أن السلطات شكّلت لجانًا لحماية الموسم الزراعي، فيما سُجلت عودة عدد كبير من اللاجئين، أغلبهم من النساء، إلى السودان بغرض الزراعة، في مؤشر على إصرار المجتمعات المحلية على تجاوز التحديات وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

ورغم هذه التحركات، يواجه المزارعون أزمة حادة في الوقود، حيث شكا مزارعون من محليات سربا، كلبس، جبل مون في غرب دارفور، وبندسي في وسط دارفور، من ارتفاع أسعار الجازولين، الذي بلغ سعر الباقة منه 180 ألف جنيه سوداني، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف حراثة الأراضي الزراعية. وحذّر المزارع محمد أبكر من فشل الموسم الزراعي بسبب أزمة الوقود، مشيرًا أيضًا إلى الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الأساسية، حيث بلغ سعر رطل السكر 2,200 جنيه، فيما وصلت تكلفة طحن ملوة الذرة إلى 2,500 جنيه، ما يُنذر بتفاقم الأوضاع المعيشية في الإقليم.