حوار مع الأمين العام للتيار الوطني القومي د. يحي حاج نور

الأمين العام للتيار الوطني القومي د. يحي حاج نور لـ (ألوان):
القوات المسلحة هي خط الدفاع الأول عن وحدة السودان وسلامة أراضيه
نطالب رئيس الوزراء بمحاسبة المتسببين في الحرب
(التيار) لديه رؤى وخطط ستسهم في رسم مستقبل مشرق للبلاد
نملك الوصفة لتجاوز آثار الحرب وتفادي مسبباتها
تبعية بنك السودان للجهاز التنفيذي من ضرورات المرحلة
+++++++++++
حوار: كمال عوض
أحدث التيار الوطني القومي حراكًا كبيرًا في الساحة السياسية منذ الإعلان عنه في مايو الماضي، وذلك بعد أن عقد اجتماع مجلس القيادة في يونيو بالعاصمة المصرية القاهرة وطرح أفكاره وبرامجه. ويضم التيار شخصيات بارزة ومؤثرة ومؤهلة، تسنمت قيادته وجلست على كرسي أماناته. ويهدف التيار إلى العمل كـ (برلمان تطوعي) لإسناد الجهاز التنفيذي للدولة وتقديم رؤى إستراتيجية لبناء سودان المستقبل. في المساحة التالية نلقي الضوء على خطط وبرامج التيار الوطني القومي عبر حوارنا مع الأمين العام للتيار د. يحي حاج نور، فإلى إفاداته:
حدثنا عن التيار الوطني القومي؟
في مايو 2025م تم الإعلان رسميًا عن تكوين التيار الوطني القومي وبدء نشاطه برئاسة بروفيسور فكري كباشي ونائبه السلطان سعد بحر الدين والأمين العام د. يحي حاج نور ود. هشام نورين نائبًا للأمين العام. ويهدف التيار الوطني القومي لدعم ومساندة القوات المسلحة كمؤسسة تقدم دراسات متكاملة في المجالات المختلفة، وتساعد الجهاز التنفيذي على أداء مهامه ومتابعة الأداء وتقديم النقد البناء والإرشاد. وسيرى الشعب السوداني إسهامات التيار قريبًا بعد أن تم إختيار عضو مجلس القيادة بالتيار البروفيسور أحمد التجاني عبد الرحيم المنصوري وزيرًا لوزارة الثروة الحيوانية والسمكية، وهو أهل للمنصب وقادر على إحداث إختراق كبير في هذه الوزارة الحيوية التي تعتبر أحد ركائز الإقتصاد السوداني.
كيف تنظرون لتطورات الراهن السياسي في السودان؟
نحن في التيار الوطني القومي ظللنا نطالب وندعو الشعب السوداني للإجتماع والإتفاق والوقوف ومساندة القوات المسلحة وتفويضها لإدارة شؤون البلاد وتحمل المسؤولية كاملة، وهي الآن تحقق الإنتصار تلو الآخر على مليشيا الدعم السريع وأعوانها، وقامت بإختيار د. كامل إدريس رئيسًا للوزراء، ونحن علينا انتظار النتائج عقب اختيارات رئيس الوزراء لطاقمه.
ماهو برنامج التيار الوطني القومي؟
من ضمن برامجنا إسناد الجهاز التنفيذي للدولة. وهو يأتي في إطار مساندتنا للقوات المسلحة التي اختارت رئيس مجلس الوزراء لأجل تشكيل حكومة تخفف المعاناة عن جموع الشعب السوداني، الذي عانى كثيرًا من ويلات الحرب طوال الأعوام الماضية. ونسعى في التيار للعمل على إنجاح رئيس الوزراء د. كامل إدريس لأن نجاحه وفشله يحسب على السيد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. والتيار يؤمن بأن المرحلة التي يمر بها السودان تتطلب تضافر الجهود ومساندة من يتم اختيارهم لتولي شؤون البلاد والعباد.
ثم ماذا؟
لدينا رؤية متكاملة وضعتها الأمانة الاقتصادية تحتوي على خطط ومبادرات ستسهم في إقالة عثرة الإقتصاد السوداني، كما لدينا برامج سياسية واعلامية ومجتمعية ورياضية وخطط استراتيجية وضعها القائمون على أمر أمانات التيار، ونعتقد أنها ستدعم جهود الحكومة وترسم ملامح مشرقة للسودان في المستقبل القريب إن شاء الله.
كيف تصف الحراك داخل التيار؟
نعمل بهمة ونشاط كبيرين في الساحة السياسية والمجتمعية وشتى المناحي. ونسهم في إسناد القوات المسلحة والحكومة بالأرواح والدماء والأموال، وننادي أبناء الشعب السوداني للإتفاق على كلمة سواء، تقوي وطننا وتحميه من الأطماع والدسائس والفتن، وتدحر الأعداء. ولدينا مواعين تستوعب ملايين الشباب وآلاف الكفاءات في مختلف المجالات، ونملك مفاتيحًا لحل كثير من المشكلات والمعضلات التي يعاني منها السودان، ولن نبخل في تقديمها لجهات الإختصاص.
ما رأيك في تعيينات وزراء حكومة الأمل؟
أعتقد أنها تمضي حتى الآن بصورة جيدة رغم بعض الأشواك والمطبات التي تم التعامل معها بحكمة وحذر شديدين. ولا يخفى على أحد التسريبات التي صاحبت تعيين وزراء الحركات الموقعة على اتفاق جوبا لسلام السودان، وتبقى القليل ليكتمل عقد حكومة الأمل التي نتمنى أن تكون قدر التحدي وتدير الملفات بدراية وحنكة وخبرة من المفترض أن تتوفر في العناصر المختارة.
وماهي أبرز هذه الملفات؟
عودة اللاجئين والنازحين والمهجرين قسرًا وتأهيل المدن والقرى والمؤسسات والبنى التحتية المتضررة، وإعادة الخدمات الضرورية مثل الكهرباء والمياه والمشافي والتعليم والأمن والأمان وتوفير سبل كسب العيش الكريم، إلى جانب الاهتمام بالعلاقات الخارجية دون المساس بالسيادة الوطنية ووضع رؤية اقتصادية شاملة، وتدعيم الجيش والاعداد لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة بخلق بيئة سياسية نقية، بعيدًا عن التشاحن والتباغض ونبذ خطاب الكراهية. ونرى أيضًا في أمانة العدل وحقوق الأنساب بالتيار الوطني التي يقودها اللواء دكتور الطيب عبد الجليل أن العدل هو أساس الحكم ولا بد من مراجعة شاملة للأجهزة العدلية وتطمين المواطنين.
وماذا عن السياسات الإقتصادية؟
نرى أن يتبع بنك السودان للجهاز التنفيذي وفي حالة استمرار تبعيته لمجلس السيادة، فيجب على المجلس تحمل مسؤولية قوت المواطن، وإذا فشل مجلس السيادة في تأمين قوت المواطن يجب عليهم تقديم استقالاتهم، على أن يتولى مجلس عسكري إدارة البلاد وتدارك الأزمة.
كيف نتفادى تكرار تجربة الحرب المريرة؟
أولًا نطالب رئيس الوزراء د. كامل إدريس بمحاسبة المتسببين في الحرب التي دخلت عامها الثالث بعد أن أشعلتها المليشيا ضد الجيش والشعب السوداني في الخامس عشر من ابريل 2023م، وأدت إلى وفاة وإصابة وتشريد ونزوح ولجوء ملايين المواطنين، وتدمير البنى التحتية في العاصمة وبعض الولايات. ونشدد على ضرورة تشكيل محكمة للمتسببين في الحرب ومن سمحوا بتمدد عناصر مليشيا الدعم السريع والمتعاونين معهم داخل الأجهزة التنفيذية، إلى جانب محاسبة كل من يقصر في أداء مهامه. وفي تقديري أن نجاح حكومة الأمل يرتبط بالمحاسبة والعدل والعمل الجاد للنهوض بالبلاد، ووضع الخطط لتعافي الاقتصاد وتحريك عجلة الإنتاج وتحقيق التعايش السلمي ورتق النسيج الإجتماعي وعقد المصالحات بين المكونات القبلية لتفادي الاحتكاكات، مع دعم القوات المسلحة لأنها خط الدفاع الأول عن وحدة السودان وسلامة أراضيه. بذلك يمكننا تجاوز آثار الحرب وتفادي مسبباتها في المستقبل.
مطلوبات المرحلة المقبلة؟
تحتاج المرحلة المقبلة إلى تكثيف العمليات العسكرية في دارفور وكردفان وفك الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع على بعض المدن. وأن نعمل في المرحلة المقبلة على ترميم وإعادة إعمار وتحسين معاش الناس وتهيئة الأجواء السياسية لتحقيق التوافق، مع التعامل بحذر في ملف العلاقات الدولية وتحقيق سياسة الإنفتاح بما يحقق مصلحة السودان وشعبه.
يتحدث الجميع عن ضرورة إعمار الخرطوم؟
يجب العمل بصورة جادة على إعادة الحياة إلى العاصمة الخرطوم وعودة الوزارات وقيادة الدولة من العاصمة المؤقتة ببورتسودان وتشجيع المواطنين على العودة. وحسنًا فعل السيد الرئيس البرهان بتشكيل لجنة عليا لإعادة إعمار الخرطوم برئاسة عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، الذي ستكون مهمته إشرافية وليست تنفيذية، لأن ذلك يتماشى مع الوثيقة الدستورية ومع ما أعلنه الرئيس. ونتمنى أن يتحقق النجاح للجميع في كل المواقع، ليتعافى الوطن وينطلق نحو السلام والتنمية والتقدم.