
الحاج الشكري يكتب: د. كامل إدريس .. الساعة جنبك تبدو أقصر من دقيقة
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري
د. كامل إدريس .. الساعة جنبك تبدو أقصر من دقيقة
زيارة د. كامل إدريس رئيس الوزراء برفقة الأستاذ أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم والكاتب الأستاذ أمجد فريد وبقية الكوكبة النيرة لنا في مدينة الصحفيين بالثورة الحارة ١٠٠ ليلة أمس الأول وجلوسه معنا وأنسه الجميل، والذي احتواه واحتضنه صالون الزميل يوسف عبد المنان. هذه الزيارة التاريخية أحيت في نفوسنا قمم الشهامة وتحمل المسؤولية وتفقد الرعية ورعاية مبدعيها ونجومها. وهي للأمانة والتاريخ مبادئ وقيم كادت أن تنطمر في الثرى قبل أن يحييها السيد رئيس الوزراء وقيادات الجيش في زمن الحرب والسلم. والأستاذ أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم الذي لم ينقطع عنا في فرح أو كره، ولم يتقاعس عن أداء واجب، إلا مرة واحدة عندما أفتقدت عمي المرحوم الحاج إدريس الشكري رحمة الله تغشاه.
الزيارة لمدينة الصحفيين بالتحديد تؤكد أن د. كامل إدريس يؤمن بأهمية الصحفيين ويقدر دورهم في خدمة قضايا الوطن والمواطن وكذلك تؤكد هذه الزيارة بأنه مقتنع بأن الصحافة تمثل الفنار الذي يهدي سفن الحكومة في الأمواج المتلاطمة حتى تصل إلى أمن المرافئ.
إن لم يقدر د. كامل إدريس الصحافة والصحفيين، فمن يقدرهم بعده؟. فهو من جيل نادر يعشق القراءة والكتابة لدرجة الشغف، ويحرص على الثقافة وتطورها بالدعم وبالرأي والتعليق والتشجيع السخي فالبروف كامل إدريس لم يخذل جيله، بل أكد لنا (بيان بالعمل) احترامه للصحافة وإلتزامه بدعم الصحفيين وفتح أبوابه لهم حتى يقوموا بدورهم على الوجه الأكمل وليساهموا بشكل كبير في مساعدة البلاد على النهوض خاصة وهي على أعتاب الخروج من نفق الحرب والظلم والدمار.
زيارة أعلى سلطة تنفيذية في البلاد للصحفيين في بيوتهم وتفقد أحوالهم تؤكد أن الحكومة جادة وحريصة على تطور الكلمة المكتوبة حتى ترفرف بأجنحة من ضوء وتعمر السودان بعد هذا الخراب بالمعرفة والفن والإبداع، وتغرس الأمل في نفوس السودانيين، ذلك الأمل الذي اتخذه البروف كامل شعارا لحكومته.
لأول مرة في حياتي ألتقي بروف كامل إدريس، لكن للأمانة والتاريخ وهذه شهادة أسأل عنها يوم الحشر الأكبر أنني وجدت نفسي أمام رجل عظيم وخلوق بتواضع نادر، إذ أصغى طويلا لأحاديثنا أنا والزميل يوسف عبد المنان من غير تجاهل أو تبرم أو ضيق رغم آثار السفر والإعياء الذي بدا في عينيه. ولولا أن أحد المرافقين له همس لي في أذني: (يا أستاذ عندنا ارتباط وبرنامج آخر والسيد الرئيس حضر إليكم بعد مشوار طويل)، لولا ذلك لمكث معنا طويلا في ذلك الأنس الجميل والذي لم نشعر معه بمرور الوقت. وفعلا ساعة الأنس والنقاش والحوار مع مثل هذه القامات تبدو أقصر من دقيقة أو كما غنى الموسيقار الكبير الراحل المقيم محمد الأمين.
بزيارة رئيس الوزراء لعاصمة البلاد الخرطوم، وبهمة واليها أحمد عثمان حمزة وبلجنتها المكونة حديثا من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان أؤكد لكم تأكيدا لا يدانيه شك، وخذوها مني من الآن فصاعدا كل شيئ داخل العاصمة سيأخذ في التحسن.
شكرا بروف كامل إدريس .. شكرا والي ولاية الخرطوم فقد أسعدتمونا بهذه الزيارة الرائعة والتي ستبقى في ذاكرتنا للأبد وسنكتب عنها لسنوات وسنوات.