رئيس الوزراء في الخرطوم .. رسائل سياسية واجتماعية

رئيس الوزراء في الخرطوم .. رسائل سياسية واجتماعية
أم درمان: الهضيبي يس
يزور رئيس الوزراء د. كامل إدريس هذه الأيام مدينة الخرطوم بعد حرب امتدت لعامين، إذ يعتبر أرفع مسؤول في السلطة المدنية يقوم بزيارة العاصمة الخرطوم. الزيارة بدورها جاءت عقب قرار من قبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بتشكيل لجنة عليا لعودة المؤسسات للعاصمة. وفور وصول كامل إدريس لمدينة الخرطوم، انخرط في تفقد عدد من الكيانات والأشخاص، منهم الفنان أبو غركي البخيت، كما إلتقى بعدد من الصحفيين بمدينتهم الكائنة بأم درمان عند الحارة 100.
الزيارة، ووفقاً لبرنامجها المعلن، فإن رئيس الوزراء سوف يقوم بتفقد الأعيان المدنية من مصفاة الجيلي، المستشفيات، محطات المياه والكهرباء، الإذاعة السودانية، ومرافق الدولة من القصر الجمهوري، ووزارات الداخلية، الخارجية، المعادن، وغيرها من المؤسسات التي تعرضت للاتلاف والنهب والتخريب. كما سيعقد اجتماعاً مع كل من والي الخرطوم، ومدير عام وزارة الصحة، والشرطة، للوقوف على مسار العمل فيما يتعلق بمبادرة العودة الطوعية للمواطنين، وتقديم الخدمات لهم بما يحقق قدراً من الاستقرار أثر خروج مليشيا الدعم السريع منها.
كذلك فقد تفاعل الناشطون مع الزيارة عبر نشرهم لمقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي لرئيس الوزراء وهو يتجول وسط المواطنين ويتفاعل مع أصحاب المحال التجارية ويتلقى التحايا منهم بمدينة أم درمان، مما أشاع أجواء من الطمأنينة.
بالمقابل، أعلنت وزارة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم عن ازدياد مستويات العودة الطوعية للولاية خلال 3 أسابيع الماضية بواقع يفوق 30 ألف شخص قادمين من كل من جنوب السودان، جمهورية مصر العربية، سلطنة عمان، ليبيا.
ويشير الكاتب الصحفي محمد عبد الله يعقوب إلى أن زيارة رئيس الوزراء لولاية الخرطوم ما هي إلا اعلان بإنتهاء الحرب على مستوى العاصمة وطي صفحتها، وانطلاقة المرحلة الثانية فيما يعرف ببرنامج الأعمار الذي يعتبر أحد تحديات مؤسسات الدولة بصورتها العسكرية والمدنية من حيث إعادة تشغيل تلك المرافق وتأهيل ما دمرته الحرب.
ويضيف “يعقوب”: “هناك قطعاً مجموعة متطلبات أراد رئيس الوزراء في تقديري الوقوف عليها بنفسه من خلال هذه الزيارة، وذلك بما يتسق مع سياسات وبرنامج حكومة الأمل القادمة من توفير الأمان والخدمات الأساسية وتقليل تكلفة المعيشة للمواطنين”.
من جانبه، يوضح المحلل السياسي علي المدني أن الزيارة لعاصمة الخرطوم هو فعل للإعلان بصورة غير رسمية عن انتقال مرافق الدولة من العاصمة الإدارية بورتسودان لمدينة الخرطوم. ولكن على رئيس وزراء حكومة “الأمل” معالجة بعض الاشكاليات الأساسية من تبني برنامج لتأهيل الطرق، ومحطات المياه والكهرباء. كذلك عقد أولى اجتماعات حكومة الأمل التي لم تكتمل أركان تعيين وزراءها. وأضاف: قطعاً ما ذهب إليه كامل إدريس من خطوة هي جملة رسائل للمجتمع الإقليمي والدولي بطي صفحة الحرب في السودان ويبقى الإيفاء بتعهدات بعض الدول بشأن برنامج إعادة الأعمار.