عصام جعفر يكتب: مؤتمرات أم مؤامرات؟!

مسمار جحا

عصام جعفر

مؤتمرات أم مؤامرات؟!

تذكر المجتمع الدولي حرب السودان المنسية وتذكرت بعض القوى أجندتها المؤجلة فنشطت الحركة نحو السودان وكثرت الدعوات لمؤتمرات وملتقيات لحل المشكل السوداني حتى أصبح سلة مبادرات ومؤتمرات العالم.

 كل المؤتمرات والملتقيات تعقد من وراء ظهر الدولة ذات الشأن ولا تستشار الشرعية السودانية ولا يسمع لها قول.

أهم وأخطر مؤتمرين يعقدان آخر هذا الشهر  مؤتمر الرباعية الذي دعت له أمريكا بحضور السعودية ومصر والإمارات وتغيب عنه السودان صاحب القضية وهناك مؤتمر آخر يعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 أمريكا التي تتبنى مؤتمر الرباعية لا يهمها حل  المشكلة بقدر ما يهمها أجندتها القديمة والحديثة وشاهد على ذلك حديث هنري كيسنجر أشهر وزير خارجية أمريكي الذي قال: (أن أمريكا لا تسعى لحل مشكلات العالم ولكنها تريد الإمساك بخيوط المشكلة وتحريكها لصالح أجندتها ومصالحها).

 مؤتمر الرباعية الذي دعت له أمريكا ورفضت تمثيل السودان المعني بالأمر هذا المؤتمر أمسكت أمريكا بخيوطه وتحكمت في عضويته وفرضت أجندته وتظن أن بيانه الختامي قد أعد.

  الأجندة الأمريكية واضحة لا لبس فيها ولا غموض وهي تريد من مؤتمر الرباعية التأكيد على الرؤية الأمريكية التي تهدف إلى إيقاف الحرب في السودان قبل أن تتمكن القوات المسلحة السودانية من تحقيق نصر شامل وبسط سلطتها على السودان كله.

  أمريكا تسعى لسلام وفق رؤيتها ليضمن لها حكومة موالية لها تنصاع لتوجهات الغرب  وإبعاد الإسلاميين من معادلة السلطة في السودان وتأخذ أمريكا في بالها أمن البحر الأحمر والموارد الطبيعية وتأمين الحلف الإقليمي التابع لها في المنطقة.

  مؤتمر الرباعية لا يسأل عن رؤية السودانيين ولا يهتم لسيادتهم وقناعتهم بل يريد أن يفرض شروط على السودانيين حتى إن لم تلبي أشواقهم ومطالبهم. وأخطر من ذلك كله تسعى أمريكا لإحياء مشروع الدعم السريع وإيجاد موطيء قدم له في الحياة السياسية السودانية.

  إنه ليس مؤتمر دولي ولكنه مؤامرة دولية لن تنطلي على السودانيين ولن يتم لها النجاح وستقاوم بكل قوة وشراسة.

.