الحرب في السودان .. جهود دولية وإقليمية بلا نتائج

الحرب في السودان .. جهود دولية وإقليمية بلا نتائج
أم درمان: الهضيبي يس
تحركات إقليمية ودولية تقودها هذه الأيام بعض الأطراف للتوصل لاتفاق ينهي الحرب الدائرة في السودان منذ 15 من شهر أبريل لعام 2023. ولكن حتى الآن لم تحقق هذه الجهود أية نتائج ملموسة على أرض الواقع، وما زالت مليشيا الدعم السريع تواصل الانتهاكات وتحتل المدن والقرى وتروع المدنيين الأبرياء وتقتل النساء والشيوخ والأطفال.
واستمرارا لتلك الجهود حطت قبل أيام طائرة نائب وزير الخارجية السعودي بمدينة بورتسودان، العاصمة البديلة، بينما أطلق قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تصريحات عبر مقابلة أجراها معه موقع “ذا استانبول” – بأن الحوار أحد مسالك الحل.
كذلك تتمسك الحكومة السودانية بأن أي تسوية سياسية متوقعة ستكون وفقاً لمصفوفة المسار السياسي والعسكري الذي قدم للأمم المتحدة، والذي بموجبه تم تعيين رئيس الوزراء. وتقود الإدارة الأمريكية محاولات لاجتماعات من المزمع عقدها بنهاية شهر يوليو الجاري بالعاصمة الأمريكية واشنطن لعدد من الدول والميسرين للوقوف على تطورات الأزمة السودانية. وكانت حكومة الرئيس “ترامب” قد فرضت عقوبات بحلول 26 من شهر يونيو الماضي على السودان.
بالمقابل، تعتبر الحكومة السودانية أن أي حل يعمل على إعادة دوران عقارب الساعة إلى الوراء مجدداً، بما يعيد وجود مليشيا الدعم السريع للتموضع وتوفير قسمة سياسية عسكرية، فهو أمر مرفوض من قبل الشعب السوداني.
وتنظر بعض القوى السياسية إلى أن السيناريوهات المتوقعة لتطورات الأزمة السودانية تكمن في اتفاق لوقف إطلاق النار مصحوب بترتيبات تتصل بشأن سياسي عسكري، والعمل على توصيل المساعدات الإنسانية، أو الخيار الثالث فرض وصاية دولية تحت طائلة حماية “المدنيين”.
ويشير رئيس حزب بناة المستقبل، فتح الرحمن فضيل، إلى أن انعدام الإرادة الوطنية الداخلية بين القوى السياسية ناحية “الحرب” والتعاطي معها وفقاً لما لها من تأثيرات إقليمية ودولية أثر بشكل كبير في توفير أي رؤية للحل. وهو بدوره ما ولد قدراً من الفراغ الذي تسعى مؤسسات مثل منظمة “الإيقاد” وكذلك الاتحاد الأوروبي وغيرها في تقديم مبادرات لحل أزمة الصراع المسلح.
ويضيف “فتح الرحمن” أن الحل يكمن داخلياً قبل أي شيء، واللجوء لتوفير حلول خارجية فهي ستكون رهينة لبعض الأجندات والمصالح ولن تصب في مصلحة السودانيين.
ويوضح الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية أسامة عيدروس أن الضغوط الأمريكية التي تمارس مؤخراً على السودان واستخدام أسلوب العصا والجزرة القديم لم يعد يجدي. فإن رغبت حقاً الإدارة الأمريكية في التوصل لحل للأزمة السودانية، فعليها أن تبدأ بأن تدرك جيداً جملة المتغيرات على الأرض، وأعني هنا أين يقف “الجيش”.
وزاد: “هناك أطراف الآن ترغب في أن تكون جزءاً من تسوية الحل في السودان، بينما هي صاحبة ضلع كبير في تأجيج الصراع نفسه. فلا يعقل أن تكون القاضي والجلاد بنفس الوقت. وعليه، لابد من بداية صحيحة لأي تفاوض يحتكم لرؤية وإرادة السودانيين اتجاه الحرب ورغبتهم الكامنة في التخلص من مليشيا جثمت على صدورهم ونكلت بهم طوال العامين الماضيين، بل ومارست أبشع أصناف الانتهاكات بحقهم”.