
عصام جعفر يكتب: ديك المسلمية
مسمار جحا
عصام جعفر
ديك المسلمية
الذين يدعون العلم ببواطن الأمور ومجرياتها قالوا: السودان الآن أشبه بديك المسلمية في المقولة المشهورة (الديك يعوعي وبصلتو في النار ) وذلك في إشارة إلى أن كل الحراك في الساحة السودانية الآن لا جدوى منه حيث أن إجتماع الرباعية الذي لم يعقد بعد قد قرر في أمر السودان دون إستشارته وأن السودان سيتلقى قرار مؤتمر الرباعية للتنفيذ.
الغريب والمدهش أن بعض الصحافيين يسار ويمين قد إتفقوا على هذا الأمر بأن الوضع في السودان صار بأمر مؤتمر الرباعية والتسوية التي يصل لها مثل الصحافي عادل الباز الذي قال أن الجعجعة الحادثة الآن من حرب كرامة وتشكيل حكومة هو عمل لا قيمة له وأن هناك وفود زارت بورتسودان ليلا” وخرجت وهي التي تصنع الأحداث وتفرضها. بينما قالت الصحافية القحاتية رشا عوض في سخرية وإستهتار: (وأن أولياء الأمور أمريكا والإمارات والسعودية ومصر سيجتمعون في مؤتمر الرباعية في غياب السودان الولد العاق وسيقررون بشأنه) ودعت رشا في مقالها للمؤتمرين بالتوفيق والسداد.
وصف السودان بديك المسلمية الذي لا يملك قراره ولا يعرف مصيره هو وصف مستهتر وغير لائق وإنهزامي ومثير للإحباط والشفقة وفيه إتهام صريح لقيادة البلاد بأنها غيرت موقفها وقبلت بالشروط التي فرضت عليها بإيقاف الحرب وفق رؤية الرباعية مع إتاحة فرصة للدعم السريع وجماعة حمدوك بوجود في الساحة السياسية. الأمر الذي نفاه القائد العام للجيش الفريق البرهان الذي قال: أن يذكرني التاريخ بأني القائد المنتصر في الحرب خير من أن يذكرني بأني وقعت سلاما لا يلبي طموحات السودانيين.
الذين يراهنون على مؤتمر الرباعية وعلى التدخل الخارجي نسوا أو تناسوا الشعب السوداني صاحب الحق الأصلي ونسوا الإرادة الشعبية السودانية فقد فرضت الإرادة السودانية نفسها برفض مخرجات مؤتمر جدة وقالت لا جدة ولا جداد ورفضت من قبله مؤتمر البحرين الذي تم توقيعه وكان جاهز للتنفيذ.
الشعب السوداني قادر على فرض إرادته برفض كل التسويات التي لا تحفظ كرامته وتلبي مطالبه العادلة وتعيد حقوقه السليبة.
** آخر مسمار:
رسالة إلى إبليس: (الأمور هنا تسير على النحو الذي تريد حيث الناس أصبحوا أسوأ منك).