خلافات إريتريا وإثيوبيا .. دعوات للتهدئة

السودان أكبر المتأثرين
خلافات إريتريا وإثيوبيا .. دعوات للتهدئة
أم درمان: الهضيبي يس
تبادلت كل من إريتريا وإثيوبيا الاتهامات بتقويض الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وسط مخاوف من تجدد التوترات التي أعقبت اتفاق بريتوريا للسلام الموقع قبل أيام.
واتهمت وزارة الإعلام الإريترية، في بيان رسمي، الحكومة الإثيوبية بشن “حملة دبلوماسية مضللة” بهدف التمهيد لصراع محتمل، مشيرة إلى أن الحزب الحاكم في أديس أبابا يسعى منذ عامين للسيطرة على موانئ إريترية، “سلمياً إن أمكن، وعسكرياً إن لزم الأمر”. وأضاف البيان أن إثيوبيا اشترت بالفعل أسلحة لهذا الغرض، مؤكداً أن أسمرا مارست “أقصى درجات ضبط النفس” رغم ما وصفته بالاستفزازات المتكررة “لضم أراض سيادية إريترية بما فيها منافذ على البحر الأحمر”.
بالمقابل، اتهمت الحكومة الإثيوبية جارتها بـ”تقويض اتفاق بريتوريا” من خلال ما وصفته بـ”احتلال أراض أثيوبية” وتزويد “المتمردين بالسلاح”، معتبرة ذلك “تهديداً مباشراً” لأمن البلاد ووحدة أراضيها. وفي رسالة وجهها وزير الخارجية الإثيوبي إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد وشركاء دوليين، حذرت أديس أبابا من أن هذه الممارسات قد تزعزع استقرار المنطقة بأسرها، مضيفة أن إريتريا تقوم بـ”تدخلات ممنهجة” في شؤونها الداخلية وتحريض إعلامي يستهدف نسيجها المجتمعي.
ومضى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في ذات الاتجاه في مقابلة تلفزيونية باتهام إثيوبيا حول قضية البحث عن منفذ مائي بميناء “عصب” بأنها دولة مشاريع توسعية، ولكن تدرك وتعلم جيداً من نحن حسب ما وصف، وقادرون على حماية أراضينا.
وتوقع مراقبون لتطورات منطقة شرق أفريقيا أن وقوع المواجهة العسكرية سيكون أحد السيناريوهات المحتملة ما يستوجب تدخل بعض الأطراف الإقليمية لاحتواء الموقف ونزع فتيل الأزمة تفادياً لأي آثار وعواقب محتملة بصورة مستقبلية.
وتعتبر السودان أحد البلدان المتوقع أن يقع عليها أثر أي نزاع محتمل بين إريتريا وإثيوبيا نظراً لقربها الجغرافي شرقاً، مما يتطلب توفير مصدات سودانية لتلافي الآثار بصورتها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية.
ويوضح الكاتب الصحفي عبد القادر كاوير أن وقوع أي نزاع مسلح بين إريتريا وإثيوبيا سيكون له وقع وأثر كبير على دول الجوار في منطقة شرق أفريقيا، من بينها قطعاً السودان الدولة التي تعاني ويلات الحرب، حيث يتوقع تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين عبر الحدود التي باتت مفتوحة.
ويضيف كاوير أن الصراع بين الدولتين يحمل طابع الصراع حول الموارد، أيضاً موقف إريتريا اتجاه قضايا القارة الأفريقية شكل أحد المخاطر عند بعض الأنظمة الحاكمة في أفريقيا، ما يحتاج إلى توفير منبر للتفاوض يضم الدولتين بمبادرة إقليمية دولية لحل الأزمة.
ويذهب المحلل في الشؤون العسكرية والسياسية الرشيد محمد إبراهيم إلى أن الصراع حول تأمين مستودعات الموارد في أفريقيا بات على أشدها، خاصة وأن مشاريع التوسع أضحت تحمل أبعاد عسكرية وجيوسياسية أيضاً.
مؤكداً أن وقوع أي مواجهة عسكرية سيكون دول السودان ويوغندا وجنوب السودان والصومال أول المتأثرين مما يجري، سيما وأن السودان من الدول التي تعيش قدراً من الهشاشة الاقتصادية والآثار الاجتماعية نتيجة لتمرد مليشيا الدعم السريع.
وأكد أن السودان يعتبر الأقرب من ناحية جغرافية وسياسية للدولتين، ما يمكنه من قيادة وتبني مبادرة لتقريب وجهات النظر، والتوصل لحل الخلاف.