عصام جعفر يكتب: من مزمل  إلى عثمان

مسمار جحا

عصام جعفر

من مزمل  إلى عثمان

 هل تصدق وهل تعقل أن هذه الحرب التي إمتدت لعامين وقضت على الأخضر واليابس وأحرقت الحرث والنسل وأهلكت البلاد وشردت العباد ..

هل تصدق أن هذه الحرب ما كان لها أن تقع لو أن الصحافي عثمان ميرغني أبلغ الحكومة النائمة على أذنها والسلطات الغائبة بأن حميدتي ينوي القيام بإنقلاب عسكري للإستيلاء على السلطة بالقوة  ..

هل تصدق أن الحكومة وجيشها وإستخباراتها وأجهزتها ما كانت تعلم شيء عن تمرد الدعم السريع وحشد قواته وتحركاته وكانت تنتظر عثمان ميرغني ليخبرها بذلك ..

هذه الرواية العجيبة وغير المنطقية طالعتها أمس على منصة (البلد نيوز) على لسان الصحافي الصديق مزمل أبو القاسم الذي قدم فكرة لا تقوم على ساقين وتستهين بعقلية القاريء والمتابع وتستهين قبل ذلك بالحكومة نفسها وبأجهزتها التي لا تعلم حتى ما يعلمه المواطن العادي.

الرأي العام والشارع السياسي كان يعلم بأن أمرا” خطيرا” سيحدث من خلال تحركات الدعم السريع وتصريحات حميدتي الذي قال: (لما تعملوا ليكم جيش تعالوا إتكلموا) .. فأين كان الجيش وقائده العام وقتها؟!.

الحرب كان واقعة لا محالة والجيش والبرهان كانا يعلمان وبعض القوى السياسية وقياداتها كانت تعلم ذلك وتستعد له وحتى رجل الشارع السوداني كان يعلم … وعليه لماذا يحاول مزمل أبو القاسم أن يحمل عثمان ميرغني مسؤولية الحرب ويضع عن كاهله هو كمزمل أي مسؤولية لا سيما وأنه قد علم قبل وقت كاف أن عثمان ميرغني قد إجتمع بحميدتي وأن الحرب ستقع فلماذا مزمل لم يخطر السلطات كمواطن شريف وحادب على مصلحة البلد.

  مزمل أدان نفسه أيضا” من حيث أراد أن يدين عثمان بهذه الرواية المتهالكة والمتهافتة ولا ندري الدافع الحقيقي لكتابتها وما الغرض الذي وجهت له وما هي الجهة المستفيدة من ذلك؟!.

  المسؤول الأول عن الحرب هو القائد العام للجيش الذي نقف الآن معه بكل قوة حتى تضع الحرب أوزارها وعندها ستكون ساعة الحساب من خلال أجهزة تشريعية ورقابية حقيقية منتخبة من الشعب.

 الدعم السريع والمليشيا أشعلت الحرب بدعم من قوي خارجية وبمعاونة جهات داخلية بعد أن لمسوا إهمالا وسيولة أمنية وتفكك في الدولة السودانية

.