
الحاج الشكري يكتب: ماهو السر بين الفريق البرهان واللواء أبو عاقلة كيكل؟
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري
ماهو السر بين الفريق البرهان واللواء أبو عاقلة كيكل؟
بعد أن لعبت قوات درع السودان مع القوات المسلحة دورا بطوليا تاريخيا في تحرير كل أرض الجزيرة. وما بين مدني والخرطوم دفنت قوات الدرع آلاف الشهداء وروت الأرض بدماء طاهرة وعزيزة كل ذلك كان ثمنا لتحرير الأرض. وتقديرا لهذه المواقف البطولية زارها في معسكراتها بأرض البطانة لو تذكرون الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة وخاطب قائدها وضباطها وجنودها بلغة الرضا والمحبة والتقدير وألمح في خطابه ذاك لما كان يدور بينه وبين القائد كيكل في السابق مما يؤكد أن الجيش يده طويلة وعمله لايكشف تفاصيله كل الناس وهذا يؤكد أيضا أن اللواء أبو عاقلة كيكل كان على تواصل مع القيادة وقدم أدوارا عظيمة ساعدت في القضاء على الجنجويد.
الفرق بين مليشيا الدعم السريع وقوات درع السودان كالفرق مابين الثرى والثريا إذ تضم قوات الدرع في صفوفها مجموعة من أفضل ضباط القوات المسلحة ومن المدنيين تضم أفضل العقول ومع فراسة رجالها في ميدان القتال إلا أنها قوات منضبطة جدا ولم يثبت تورطها في نهب أو تعدي على مواطن أعزل طوال فترة الحرب.
لا أفشي سرا إن قلت أن بداية تكوين قوات درع السودان وجدت معارضة حتى من بعض أهل الوسط ودار نقاشا كثيفا وسجالا سياسيا واجتماعيا أو قبليا تجاه هذه القوات. ولكن نقول الآن كلمة للتاريخ أن كل الأصوات المعارضة الآن انحسرت تماما بل بعد أن عرف الناس أدوار قوات الدرع في كسر عنق الجنجويد في الجزيرة وتحرير كل الأرض من دنس مليشيا الدعم السريع بعد هذا النضال المشهود حدث لقوات درع السودان شبه إجماع من أهل الوسط خاصة وهم المهمشين الحقيقيين منذ عهد الاستقلال حتى يومنا هذا ومع الأدوار العظيمة التي لعبتها قوات الدرع وأبناء الجزيرة والوسط عموما في معركة الكرامة ارتفعت أصوات تنادي بتمثيل حقيقي لأبناء الوسط في السلطة والآن تحولت هذه المطالبة إلى قضية رأي عام خاصة بعد أن تمسكت الحركات المسلحة بحصتها كاملة في حكومة كامل إدريس.
ومع أن القائد اللواء أبو عاقلة كيكل يقاتل في الميدان مع رجاله وفرسانه ولكن للتاريخ لم نسمع في هذا الوقت أن طالب بحصة في الحكومة لنفسه أو عشيرته أو قواته كما يفعل أقرانه الآخرين في الحركات المسلحة وهنا لابد أن يسجل التاريخ واحدة من أعظم الوقائع والمواقف الوطنية إذ لم يطالب هذا القائد كيكل بأي وضع سياسي له أو لأتباعه تحت أي مسمى وكان دائما شعاره الحصة وطن.
يؤكد لنا التاريخ أن الفتنة بالسلطة تنتشر مع انتشار الفقر والإحساس بالتهميش أو مع تعلق الإنسان بحب الدنيا وزينتها وهذا ما حاول القائد كيكل وضباطه وجنوده التجرد منه وهم يؤكدون بيان بالعمل حرصهم ان لايخيبوا ظن القائد العام فيهم عندما خاطبهم في معسكرهم بقوله أنا على قناعة بأن تحرير السودان سيبدأ من هنا من أرض الوسط أرض الرجال والفرسان وقد صدق الرئيس البرهان في معرفته بالرجال والذين ظلوا على عهدهم معه من انتصار إلى انتصار وهم قادرين مع القوات المسلحة على تحرير أرض الوطن حتى خور برنقا وهذا ما نراه قريبا وقريبا جدا بإذن الله تعالى.