د. عمر كابو يكتب: كامل إدريس .. الوقت سيف بتار فأحذره

ويبقى الود

د. عمر كابو

كامل إدريس .. الوقت سيف بتار فأحذره

** أبرز سمات الشخصية السودانية أنها تملك مدة كافية من الزمن كفيلة للإنجاز ومن ثم ستبدأ في تشكيل رأي ضاغط سرعان ما يتحول إلى رأي سالب بعقل جمعي واحد يصعب تغييره.
** أمهلت العميل الخائن (آدم حمدوك) ثلاثة أشهر حتى إذا أعلن من جدة أنه بلا خطة لأنه في انتظار قحط (الله يكرم السامعين) ثار الرأي العام ضده وأضحى محل تندر واستخفاف واستهتار شديد.
** أعتقد أن كامل إدريس أذكى بكثير من تكرار ذات خطأ عدم الاكتراث لعامل الزمن الذي يمضي بسرعة شديدة دون تحقيق اختراق في ثلاث ملفات أساسية.
** الملف الأول : ملف الكهرباء فعودتها تعني عودة معظم المواطنين لديارهم ومساكنهم وأشغالهم.
** الملف الثاني: ملف العلاج تأهيلًا للمشافي والمستوصفات وتوفيرًا للأدوية والعلاج وتوفير مراكز غسيل الكلى والرنين المغناطيسي ومستشفى الذرة.
** الملف الثالث: المياه وهي بالضرورة لا تقل أهمية عن الملفين السابقين بيد أن الحصول عليها يبدو متوفرًا رغم صعوبة ذلك.
** سيما وأن الخريف الآن على أشده مما يتيح سانحة استخدام مياه الأمطار الغزيرة كمصدر ومورد طبيعي ربما شكل حلًا آنيًا لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر لمناطق كثيرة من البلاد.
** هذه الملفات مرتبطة بخدمات أساسية عسير على أي مواطن العيش بدونهما والتكيف مع واقع جديد لا ماء ولا كهرباء ولا دواء فيه.
** من هنا فإن آلاف الأسر تنتظر بفارغ الصبر بشارة والي الخرطوم بحل معضلتها وإعلان عودة التيار الكهربائي والماء والدواء.
** إذن كامل إدريس ليس معنيًا بالدرجة الأولى بتوفير الأمن والأمان الآن في ظل حرب مفروضة على البلاد.
** فذاك ملف من صميم عمل قواتنا المسلحة التي أبلت فيه بلاءًا حسنًا وكادت أن تحسم التمرد نهائيًا بعد نجاحها في حصار المليشيا بكردفان وتتأهب لكنسها منها نهائيًا في خطوة مهمة تمهد لتطهير بقاع دارفور الحبيبة من دنسها وكذبها وافتراءاتها.
** من هنا يجب عليه بذل الجهد والمتابعة اللصيقة لهذه الخدمات الضرورية الثلاث من باب قاعدة الأهم ثم المهم.
** ومن ثم تجيٌ الخدمات الضرورية الأخرى كالتعليم وصيانة الطرق والمدارس والجامعات والخدمة المدنية التي شهدت تدهورًا مريعًا سيما وأن معظم القحاطة ينتشرون فيها ويحاولون تسييرها ببطء شديد وهدم لكل مرفق حساس.
** النقطة الأهم: أن الشعب السوداني كله ينتظر خطوات متقدمة في هذه الملفات فهو لم يعد يشغل نفسه كثيرًا بتكملة إعلان قائمة حكومة الأمل.
** فهو شعب واع أدرك بفطرته السوية ووجدانه السليم أنه من الصعوبة نجاح أي وزير وفقاً لسلطاته واختصاصاته في مثل هذه الظروف والخطوب والتحديات الماثلة.
** لأجل ذلك سينخفض سقف طموحنا من حلم بدولة الرفاه إلي حلم بكهرباء وماء ودواء.
** ذاك وحده الذي جعلنا نناشده في مقال سابق لنا بضرورة الالتفات لأوليات المواطنين وهمومهم.
** السيد كامل إدريس لا تسرف في الحديث والتصريحات والطوافات وتفقد الولايات وليكن همك محصورا فقط في هذه الملفات العاجلة.