الحاج الشكري يكتب: فوائد أهل السودان من حرب آل دقلو

نقطة وسطر جديد

الحاج الشكري

فوائد أهل السودان من حرب آل دقلو

مما لا شك فيه أن الحرب التي أشعلها آل دقلو دفع فيها الوطن والمواطن ثمنا غاليا جدا وكذلك مما لا شك فيه أن هذه الحرب فيها من الفوائد المرئية وغير المرئية لبعض الناس وفيها من الدروس والعبر. وقال بعض العارفين من السلف الصالح ربما امتحن الله تعالى العبد بمحنة ليخلصه بها من الهلكة فتكون تلك المحنة أجل وأعظم نعمة وكأنما هذه الحكمة أراد العارفين أن يخصوا بها أهل السودان في زمننا هذا إذ خلصهم الله من آل دقلو أكبر مجرمي الأرض. وكان السودان سيعيش الهلكة بعينها إذا تم لآل دقلو ما أرادوا بالوصول للسلطة. وبفضل الله وتضحيات القوات المسلحة وبانتصاراتها على المجرمين من آل دقلو ومعاونيهم تحولت المحنة الكبرى إلى نعمة عظيمة يعيش فيها السودان خالي من الجنجويد النهابة، القتلة، المستكبرين، العنصريين، الجهلة، تجار المخدرات، مهربي الذهب، مخربي الاقتصاد، منفذي أجندة الأجنبي، واضعي نجوم الضباط فوق أكتافهم بطريقة فوضوية لم يشهدها السودان من قبل. نعم كل ما ذكرته وزيادة سيتم التخلص منه بنهاية الجنجويد، فأي نعمة ومصلحة لأهل السودان أكبر من التخلص من هؤلاء والتعافي من سرطان آل دقلو ومعاونيهم.
إن هذه الحرب ستنفع أهل السودان مستقبلا وكما يقال رب خير في شر ورب نفع في ضر وعلى أهل السودان أن يتحملوا قليلا ويساندوا قواتهم المسلحة، لقد هانت وأقتربت ساعة النصر الكامل بإذن الله تعالى وسيعوضهم الله تعالى هذا الصبر والوقوف مع الحق خيرا كثيرا.
انني متأكد تأكيدا قاطعا أن أهل السودان لو أطلعوا على هذه المؤامرة بحجمها الحقيقي وحجم الاعداد لها لما تذمروا لحظة من بطء القوات المسلحة في حسم هذه الحرب حتى الآن ولو أطلعوا على ما كان سيصيبهم من حكم آل دقلو لشكروا الله على رأس كل ثانية على حسن تدبيره الذي أنقذهم به من مؤامرة تجعلهم يفقدون بلادهم إلى الأبد.
والمحن والابتلاءات كما يقول أهل التصوف تأديب من الله وعلى أهل السودان أن يعلموا أن الأدب والمحن لا تدوم فطوبى لمن يصبر على التأديب ويثبت عند المحن. وبما لدينا من قوات مسلحة باسلة استطاعت أن تحقق لنا هذه الانتصارات وهي ذات القوات المسلحة التي تجعل أهل السودان في مقبل الأيام يلبسوا تاج الغلبة والفلاح والانتصار ويرتدوا علامة العزة والكرامة والكبرياء والافتخار.
فقط مطلوب من أهل السودان أن يبعدوا من الضجر والسخط ضد قواتهم المسلحة في كل المواقف والمعارك نصرا أو انسحابا أو حتى هزيمة فأنتم لاتعلمون أن طريق النجاة الذي سلكته هذه القوات كان للأمانة صعب المسلك وفيه من المكر الكبار الذي دبر بليل من دول كثيرة وكبيرة جدا في مواردها وعتادها الحربي. ومع ذلك حققت القوات المسلحة النصر الأمر الذي يحتم علينا أن نرفع لها القبعات احتراما وتقديرا وأن نتوحد كلنا خلفها وأن ندعمها بكل مانملك وهي قادرة بعون الله تعالى وانصافه للحق أن تخرجنا لبر الأمان لنعيش في وطن خالي من الجنجويد والخونة والعملاء.