صمود وتأسيس .. الحوار مع حكومة القتلة واللصوص

صمود وتأسيس .. الحوار مع حكومة القتلة واللصوص
تقرير: مجدي العجب
في الوقت الذي أعلنت فيه مجموعة تأسيس حكومتها التي تظن أنها قد أحسنت عملًا، وهي الحكومة التي لا يعرف لها مقر ولا موطن، بل إنها مجموعة من المجرمين وقطاع الطرق والنهابة بقيادة جاهل لا يفرق بين الدولة والحكومة، بتحالف مشروع علماني يريد أن يفرضه كمشروع يحكم به كل السودان بقوة السلاح. ومع كل الذي فعله الجنجويد في الوطن والمواطن من تدمير للبنى التحتية وحرق المشاريع الحيوية، بالإضافة للجرائم ضد المواطن من نهب ممتلكاته وقتله واغتصاب، تخرج مجموعة صمود التي كان جزءًا من تأسيس أو العكس لتقل إنها ماضية في الحوار مع تأسيس. وهذا ما يؤكد أن الانفصال أو سميه فك الارتباط بين الفريقين المتحالفين مع الجنجويد ما هو إلا محاولة ذر الرماد في العيون “بحبكة” فطيرة. وهم أنفسهم يعرفون أن الكل كشف كذبتهم قبل أن تخرج لأنها ضعيفة الحس وركيكة الحبكة.
حوار مع من؟
عمومًا، خرجت صمود في تصريح تناقلته وسائل الإعلام على لسان صديق الصادق المهدي، وهو يشير أو يحدث عن أهمية حوارهم مع تأسيس قيادات حكومة المنفى. حيث قال صديق الصادق المهدي: “الحوار مع تأسيس جزء من رؤيتنا السياسية لتحقيق السلام”. وجاء في تصريح الأمين العام لتحالف صمود “صديق الصادق المهدي”: إن حوارهم مع مجموعة تأسيس جزء من رؤيتهم السياسية من أجل السلام. وجاء في الخبر الذي نشرته منصة الحدث التي صرح لها: “الحوار مع تأسيس جزء من رؤيتنا السياسية لتحقيق السلام”.
لا فرق بينهما
ويقول رئيس حزب بناة السودان د. فتح الرحمن فضيل: منذ إعلان فك الارتباط، واضح أنهما اتفقا على مسرحية سمجة. وأضاف فضيل في تصريح خص به ألوان: لا فرق بين صمود وتأسيس، فكلاهما جسم واحد يحاول أن يخدع الشعب السوداني. وربما صمود تستخدم مجموعة منها لكي تسند مليشيا الدعم السريع في العلن، وهي المجموعة التي تسمي نفسها تأسيس. وزاد في حديثه لنا قائلًا: إذا أردنا أن نعرف الفارق بينهما، علينا أن ننظر إلى الكفيل. وأضاف: الكفيل واحد، فقد يكون هو الذي وزع لهم الأدوار مع الاحتفاظ بالحقوق أو أجرة العمالة. وذهب فضيل في حديثه: ترفض صمود بتزمت وتعصب الحوار مع المؤتمر الوطني، عذرها في ذلك أنه يحمل السلاح في إشارة منها للاستنفار الشعبي الذي شارك فيه كل السودانيين، ولكنها تقبله مع تأسيس التي تشكل سندًا سياسيًا لمليشيا الجنجويد التي ارتكبت أفظع الجرائم في حق الشعب السوداني. وختم حديثه متسائلًا: كيف تحاور صمود نفسها؟ مجيبًا: الأمر واضح وضوح الشمس، وقد يأتي يومًا وتصبح صمود جزءًا من حكومة الجنجويد لأن مقاعدها محفوظة هنالك حسب وعد الكفيل.
صمود تحاور صمود
وقال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي العقيد م. محمد فرح في حديث لألوان: ظلت الدولة السودانية ومنذ الاستقلال تعيش واقع الخضوع لتكتلات تجمع بينها الانتماءات بمختلف مضاربها، فأحيانًا يكون الجامع انتماءً عقديًا وأحيانًا جهويًا وأحيانًا قبليًا. وفي كل هذه الأشكال للانتماءات كانت هناك مقبولية وشيء من المعقولية التي تسير في ركاب عادات وتقاليد المجتمع السوداني الذي يتصف إنسانه بالذكاء الفطري بمعرفة المقاصد والأهداف. وزاد في قوله: لكنه يفسح لها المجال وفق مزاجه الذي يتقاضى في كثير من المواقف عن التقصير الذي يفسد الخدعة. ولكن ما أتتنا به صمود يصنف في مصاف البدع، وهي لا تمتلك له وسائل أو قدرات، لذلك فهي تسبح في بحور لا متناهية من الرمال، فتضل الطريق أحيانًا وتموت عطشًا في كثير من الأحيان، وهي تتعامل مع هذا الشعب المعلم الذي لا يشبه الشعوب التي تأثروا بثقافتها حتى ظنوا أنهم سيطبقونها على هذا المجتمع الواعي المدرك لكل أبعاد المؤامرة الدولية التي تحاك ضد بلاده.
وأضاف متسائلًا: عن أي حوار تحدثنا صمود مع ابنها غير الشرعي في تأسيس؟ أين هو الطرف الآخر؟ ولفت إلى أن قحت تريد أن تحاور قحت في ظل خطة وضعها الغرب الذي يظن أن المواطن السوداني يمكن خداعه وتغييبه كما يفعلون في الغرب بشعوبهم.
وذهب محمد فرح في حديثه قائلًا: مثل هذه الألعاب القذرة التي تمارسها قحت المكرية بمال العمالة والارتزاق لن يجد لها موطئ قدم في مجتمع يتغذى على السياسة. فمن يعيشون الانفصام في قحت كان يجب عليهم أن يعرفوا أولًا من هم المخاطبين بإسفافهم الفكري الوضيع والمدركين لكل قاذوراتهم ومخططاتهم الساعية لجلب العار لوطنهم ومجتمعهم مقابل ما دفع لهم من مال الخيانة والرشوة التي لا يتعامل بها إلا خونة الأوطان عملاء الغرب. وختم فرح حديثه لنا: هيهات أن يكون لكم بيننا حضور ولو تحالفتوا مع الشيطان الرجيم. كل ذلك وصمود لم تتعلم حتى الآن، ولم تتجاوز مرحلة الحبو في بلاط السياسة، فهي عندما تتذاكى تسقط عموديًا في بركة آسنة من العمالة والارتزاق وتتكشف عوراتها ويرى الجميع العمالة عارية في شخوصهم تولوا في حين غفلة أمر البلاد والعباد. ولأنهم فشلوا يحاولون العودة عبر بوابة الجنجويد في تحالف أكثر انحطاطًا لم يشهده السودان منذ فجر التاريخ.
صمود لا تعلم أن الجميع ينتظرها لتقول علانية إنها مع حكومة تأسيس، وبرغم جبنها، ولكن إذا أمرها الكفيل سوف تفعل، ومن يدفع أجر الأوركسترا وحده من يختار اللحن.