إعلان مجاني لله والحرية وغزة الجريحة

ولألوان كلمة
حسين خوجلي
إعلان مجاني لله والحرية وغزة الجريحة


ضربت الحيرة المسلمين بأمريكا والجاليات العربية والمسلمة في الانتخابات الأمريكية الأخيرة لمن يصوتون للديمقراطيين بكل فجورهم وشذوذهم ومولاتهم للعدو الصهيوني ودعم إسرائيل بلا حدود ذلك الدعم الذي برره الموقف النظري لبايدن حين قال في الكونجرس (إنني صهيوني محض).
وقد وجد نتنياهو والدولة الخفية في هذا التصريح مدخلا خبيثا لتجعل منه عبدا ورئيسا ذليلا لأكبر دولة في العالم، وخاضعا في كل تصريحاته مواقفه ضد القضية العادلة للشعب الفلسطيني وقد تلوثت يده المجرمة بدماء الأطفال ونزيف الشيوخ والمساهمة الفاعلة في الإبادة والأرض المحروقة،.
وخروجا من هذا المأزق التاريخي فقد قررت الجاليات العربية والمسلمة أن تختار الحزب الجمهوري بكل تاريخه المشبوه والمعادي للعرب والمسلمين، وتختار اضطرارا ترامب الصهيوني (البمبي) بدلا عن بايدن الصهيوني (الأحمر) وقد جعلوا شعارهم المؤلم لتفسير الحالة: “ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد”. واستعانوا بحكمة السودانيين هناك ” أرجا سفيه ما ترجا خايب رجاء”، فاختاروا السفيه وكانت النتائج من بعد مزلزلة ومهينة ودامية وجارحة ولم يكن للأسف هنالك فرق بين بايدن وترامب لا في النوع ولا في المقدار فكلاهما يلعق بأناقة حذاء اليهودي المرابي والصهيوني القاتل.
وآخر مخازي ترامب وهو يرى العالم كله يتمزق حزنا على مخطط التجويع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الصابر الباسل في غزة وقد مات المئات جوعا وأضعافهم قتلا وهم ينتظرون طحين المذلة الغارق في الدم، أطل ترامب (كبير الروم) بتصريحه الصادم ، مناقضا لكل الجرم المشهود صوتا وصورة الجرم الذي يشاهده البلايين من البشر على شاشات التلفزة وبرامج الميديا التي لا تحتاج حتى إلى تعليق قال بلا مروة ولا نخوة ولا خجل (ليس هناك مجاعة في غزة وإن هذا مجرد افتراء).
ومن المعلوم أن الرؤساء الأمريكيين حين تداهمهم الانتخابات يضطرون لحفظ بعض الآيات القرآنية والأحاديث ويتلونها (بعربية مكسرة) إسترضاءا رخيصا للشارع الإسلامي في أمريكا والعواصم العربية والإسلامية ذرا للرماد على العيون، ولأن البلطجي ترامب قد أخذ منا أبتزازا الترليونات النابعة من دعوة إبراهيم -عليه السلام- (وإذ قال إبراهيم رب أجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير) ومن حنيفية إبراهيم التي ياؤلها ترامب ووكلائه بالمنطقة للتطبيع مع إسرائيل باعتبارنا ملة واحدة وهذا لعمري ضرب من الفقه المعطوب والزائف الذي لا تدعمه عقيدة ولا حكمة ولا كتاب منير.
ومن هذا المقام نهدي للرجل حديث المصطفي صلى الله عليه وسلم إذ كذب في حق ثلاثة مليارات مسلم واستهان بالإنسانية كلها وهي تشاهد الإبادة والتجويع والسحل وبتر الأطفال وقد كذب الرجل وأخلف وفجر وغدر، قال رسول ﷺ: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق، حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر.
والمرافعة الوحيدة التي يمكن أن يفلت بها دونالد ترامب الخاضع في استكانة ومذلة تحت إرادة اللوبي الصهيوني والتهديد الخفي لنتياهو بإخراج الوثائق التي تخفى الحرائق، تصريحه الجديد المكمل لأكذوبته بأن ليس هناك مجاعة في غزة بل هو افتراء ودليلة على ذلك أن الشعب الفلسطيني الذي حصر الآن ليعيش في أقل من 15 % من مساحة غزة، الشعب الذي تنهال عليه القاذفات الأمريكية ويحرم من الماء والغذاء وتلوث المتفجرات حتى هواه العابر يتلقى وجباته من الشركة الأمريكية الصهيونية للوجبات التالية إفطارهم من بيرغركنغ Burger King والغداء النهاري من ماكدونالدز McDonald’s والعشاء الأخير قبل عواء المسيرات ونزيف الصواريخ من بيتزا هت Pizza Hut ، وشرابهم من كوكاكولا Coca-Cola وتحليتهم من باسكن روبنز Baskin Robbins ودانكن دونتس Dunkin Donuts وبرييرز Breyers.
وأخيرا، لا عليك يا ترامب أن تنسحب من المفاوضات وأن تؤجلها وأن توزع اتهاماتك يمنة ويسرى، فإن موعد صفرية الإبادة قد قارب، فالقتلى بالآلاف والجوعى بالآلاف والجرحى غير المأمول في شفائهم بالآلاف والأرامل الثاكلات والأطفال المبتورين يسدون الأفق. نم هانئا يا ترامب وليستغرق سيدك نتنياهو في الهنائة والحبور الآثم لأن الأنشودة المحظورة من التداول من المغرب حتى أندونيسيا أبيات العارف.
أمتي كم غصة دامية * خنقت نجوى علاك في فمي
ألإسرائيل تعلو راية * في حمى المهد وظل الحرم ؟
كيف أغضيت على الذل ولم * ولم تنفضي عنك غبار التهم ؟
أو ما كنت إذا البغي اعتدى * موجة من لهب أو دم ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي * وانظري دم اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها * تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت * ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها * لم تلامس نخوة المعتصم