هيكل.. توصيف باهر بلا حل ولا فتوى

كتب: محرر ألوان
نهدي هذه الصورة إلى شباب الصحفيين والإعلاميين، حيث يظهر فيها الأستاذ الصحفي والإعلامي والكاتب والمؤرخ العربي المصري محمد حسنين هيكل، أحد أغزر الصحفيين العرب إنتاجاً كماً وكيفاً، ورائد “صحافة المعلومة” في العالم العربي.
يبدو هيكل في الصورة جالساً على الأرض، متواضعاً كعادة الكبار، وسط مجموعة من أصدقائه وزملائه، رغم أن تجربته الطويلة في الصحافة والكتابة والتاريخ قد رفعته إلى مكانة عالية. فقد بلغ هذه المنزلة بعلمه الواسع، وثقافته العميقة، وإجادته المتميزة للغة الإنجليزية كتابةً وحديثاً ومحاضرةً وتأليفاً.
وقد عُرف هيكل بتمكنه من فنون الصحافة بمختلف أشكالها: الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية، وكتب كثيراً وبعمق عن الأزمات العربية ومآسيها ونكباتها. وكان قريباً من التجربة الناصرية حتى أنه تولى وزارة الإعلام خلالها، وأسّس مؤسسة الأهرام الضخمة التي لعبت دوراً مهماً في النشر والتأليف والتوزيع، وملأت العالم العربي بالمطبوعات المؤثرة.
ورغم أنه يُعد من أبرز الكُتّاب العرب في التوثيق والوثائق والمعلومات، ومن أكثرهم استقصاءً للأزمة العربية وتحليلاً لها، إلا أنّ مؤلفاته كلها لم تقدم إجابة عن الطريقة المثلى للخروج من هذه الأزمات والنكبات. فقد اكتفى بالتوصيف الدقيق، دون أن يضع رؤية استراتيجية أو يقدم فتوى تُخرج الأمة من نفقها الطويل.