
عصام جعفر يكتب: الرباعية انقَدَّت
مسمار جحا
عصام جعفر
الرباعية انقَدَّت
إقصاء الإسلاميين من السلطة والمشهد السياسي السوداني هو البند الوحيد الذي اتفقت عليه الرباعية الدولية، وفيما عدا ذلك فهم مختلفون وتتقاطع مصالحهم بشدة.
اتفقوا على أصعب بند مع علمهم بأن الإسلاميين في السودان رقم يصعب تجاوزه، لا سيما بعد الحرب.
مصر شكَّلت العقدة والمعضلة الكبرى لبقية الأعضاء، بواقع علاقاتها الأزلية مع السودان والجوار الجغرافي والمصالح المشتركة، والعمق الإستراتيجي الذي يشمل الأمن المائي والأمن الغذائي وتأمين الحدود.
مصر تتقاطع مصالحها بشدة مع الإمارات الطامعة في الساحل السوداني الطويل على البحر الأحمر وفي الموانئ السودانية، وفي أراضي “الشفقة”، وفي النشاط التعديني الكبير الذي يذخر به السودان. كما أن الإمارات ربطتها علاقات قوية ومريبة مع إثيوبيا التي تهدد أمن مصر المائي.
أمريكا لا تعترف بحقوق الآخرين؛ فهي أحرص على مصالحها من أحد، ولا تقبل بأي حلول لا يكون لها فيها النصيب الأوفى.
الدول الثلاث: أمريكا والإمارات والسعودية، تريد أيضاً إقصاء مجلس السيادة والعسكر من السلطة والمشهد السياسي في السودان، وتسعى لعودة “صمود” والقوى العلمانية وتمكينها من الحكم لتنفيذ برنامج وسياسات الدول الثلاث، بينما تبقى مصلحة مصر مع وجود مجلس السيادة والعسكر وبقاء البرهان في السلطة، الضامن لمصالح مصر والحليف الإستراتيجي. لا سيما أن الدعم السريع والقوى السياسية الداعمة له تناصب مصر العداء، وقد دأب حميدتي وقطيعه على سوق الاتهامات تجاه مصر وقياداتها، واتهامها بأن طيرانها يشارك في قصف مواقع الدعم السريع.
الذي يفرق بين دول الرباعية: أمريكا والإمارات والسعودية ومصر، أكثر من الذي يجمع بينها؛ فمصالحها تتقاطع بشدة، والصراع بينهم على أشده. ومصر تشعر بأنها إذا تنازلت في اجتماع الرباعية خسرت كل شيء. والإمارات أطماعها أكبر وشهيتها مفتوحة لابتلاع المزيد، والسعودية تراقب في حذر وخوف أن تغادر المولد بلا حمص، وأمريكا تريد تجيير كل شيء لصالحها. ولهذا “انقَدَّت الرباعية”.