ليلة سبت

ولألوان كلمة

حسين خوجلي

ليلة سبت

إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية

 

إلى فضل الله بُرمة ناصر أنصاري الطريقة المهدية، إلى محمد حمدان دقلو حوار الطريقة التيجانية، وإلى ابراهيم الميرغني تلميذ الطريقة الختمية وعبر هذه الطرق الموسومة بالاسلام فقد وجدتم بها طريقا إلى قلوب العامة، وكراسي الخواص، وأموال الفقراء التابعين.
وبما أنكم بصمتم بالعشرة في دستوركم العقيم تلك العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة وتستبعد الشريعة وتقصي تعاليم التوحيد وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإني أدعوكم أن تراسلوا هيئة علماء الطريقة التيجانية بالمغرب وغرب افريقيا وأن تراسلوا الأزهر الشريف وهيئة علماء المسلمين، وعلماء النجف الشريف، وعلماء المملكة العربية السعودية الرابضين بالكعبة والمرابطين بالمدينة المنورة، وهيئة علماء السودان وهيئة علماء الشام والقدس الشريف، وهيئة علماء الهند وباكستان، وهيئة علماء تركيا، والصادقين من علماء الجاليات الاسلامية في كل القارات. فإن شهدت لكم أي هيئة من هذه أو عالم أو مجتهد أو فقيه بأن العلمانية أفضل من الدين وأقدس من الإسلام وأطهر من الشريعة، فإننا ندعو أهل السودان قاطبة أن يؤيدوا حكومة نيالا الحبيسة التي يفتي في أمرها نصر الدين مريسة، وعلاء الدين كديسة وفارس كنيسة.
وإن أنكرت عليكم كل هذه الهيئات والعلماء من الظاهرين والأتقياء الأخفياء فإننا ندعوكم أن تغتسلوا سبع مرات وثامنها بالتراب، وإلا فإن حد الردة يطاردكم، إلا اذا أعلنتم الكفر البواح أو وجد لكم نبي الرسالة الثالثة النور حمد فتوى تقيكم مزبلة الخيانة وهزيمة الدنيا وجحيم جهنم والعياذ بالله.
قال تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
وقال تعالى (ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
وقال تعالى (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) صدق الله العظيم.

ومن الهدايا

قيل إن ابن السماك، العالم الزاهد والفقيه، دخل يوماً على الخليفة هارون الرشيد، وكان يومها الحر يضرب بغداد. طلب هارون كوباً من الماء ليشرب، فقال له ابن السماك:
“ترى لو مُنِعتَ هذا الكوب يا هارون، فبكم تفتديه من ملكك؟”
فقال: “أفتديه بنصف ملكي.”
قال: “ولو حُرِمت إخراجه، فبكم تفديه؟”
قال: “بالنصف الآخر.”
فقال ابن السماك مبتسماً: “ما أرخص هذا الملك الذي يذهب نصفه بشربة ماء ونصفه الآخر ببوله!”
حينها بكى هارون الرشيد بكاءً مراً. وبهذا البكاء، كان ملكه أعظم إمبراطورية في العالم الراشد. مسكين هارون الرشيد؛ فأعداء الإسلام يأخذون تاريخه من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، ويتعمدون أن لا يأخذوا تاريخه الناصح من الصحاح وكتب التاريخ المبينة، حتى لا يستفيد المسلمون من تلك التجربة السلطانية الإيمانية الواثقة التي كانت نجمة مضيئة على صدر الإنسانية.

عناوين

 

في سوق الكلام الأمريكي ترامب يتحدث عن توزيع الإغاثة بعدالة، كما يتحدث عن توزيع القتل بشرف. وما بين عدالة ترامب الظالمة وشرفه الزائف، تُذبح أخلاقيات الإنسانية من الوريد إلى الوريد.
قالها المبعوث الأمريكي للحكومة اللبنانية بمنتهى الجرأة والوقاحة: على المقاومة أن تسلم سلاحها كاملاً غير منقوص. ولا ضمانات من أمريكا لإيقاف الاعتداء على لبنان، ولا انسحاب لإسرائيل من الأراضي المحتلة. إنه برنامج الإهانة الذي لا يحمي من الهلاك. إنها أمريكا الإسرائيلية أو إسرائيل الأمريكية.
العالم كله حائر حين يسمع أن عصابة دقلو تقيم حكومة هباء فوق الأرض الخراب. دارفور ما عادت فيها شجرة، ولا سنبلة، ولا بقرة تهدي الحليب، ولا ناقة تأمن مجاهيل السفر. فكرة هذه العصابة اللعينة في عاصمة تقيم عليها حكومتها الحرام، فوجد أنها سرقت نيالا وهدمتها وأحرقتها، وحرقت الجنينة واغتصبتها، ودمرت زالنجي، وجعلت من الضعين أكبر مركز لاستلام الأموال المسروقة. فهل سمعتم بمأساة أكبر من هذه منذ حق تقرير المصير في هذه القارة الجريحة، والسودان الباكي الذي صار غربه الحبيب مسرحاً للصوص والمغتصبين والعملاء؟.