كمال حامد يكتب: المريخ .. كيف الخروج من الحال (المائل)؟

من السبت إلى السبت
كمال حامد
المريخ .. كيف الخروج من الحال (المائل)؟
الاعتذار من المشاركات والتفرغ للأزمة
+ الحمد لله، نجحت الصدمة وبدأ أهل المريخ التفكير في الأزمة وحلها، وأخلى مجلس الإدارة الساحة وتحدث الكل عن ضرورة تحمل المسؤولية. الكل مسؤول عن ضياع استقرار النادي الذي جلب الانتصارات ورفع اسم البلد خارجيًا.
+ نعم، الدولة مسؤولة وكل الرياضيين، وهكذا تكون الوطنية واستعادة الروح. كم من نادٍ ترنح ثم وقف واستعاد قوته وعاد أفضل مما كان.
+ أضرب المثل لما عشته في السعودية لنادي الاتحاد الذي عصفت به الخلافات والمؤامرات بتحويل أعظم لاعبين أمثال الأسطورة سعيد عراب وجيله، وبالتكاتف عاد الاتحاد بجمهوره وفاز على منافسه الأهلي بثمانية أهداف.
+ والأهلي نفسه تعرض لأسوأ مما تعرض له المريخ وهبط لدوري الأولى، دوري المظاليم، ولكن جمهوره أوقف تبادل الاتهامات وقرر تحمل المسؤولية وحده، وكان يشجع الفريق في مباريات دوري الدرجة الأدنى ولم يهدأ حتى تصدر وعاد لدوري الأضواء والبطولات الخارجية، فاز بأغلى وأكبر بطولة خارجية، بطولة آسيا، وتأهل لكأس العالم للأندية، وكل هذا بفضل الجمهور الذي لقبوه بالمجانين.
+ نثق بجمهور المريخ ولهم مبادرات ومواقف لتولي المسؤولية وجمع الصفوف والمال. والحمد لله، لا يوجد فراغ إداري، فقد تحمل الأمانة أحد أشجع الرجال وأكثرهم إخلاصًا وثقافة وانضباط عسكري، سعادة الفريق دكتور طارق عثمان الطاهر، ولحسن الفأل أن يكون هو في موقع مدير النادي المكلف بسد الفراغ.
+ ما حصل في المريخ سببه الفوضى وعدم الانضباط من الجميع، من أعلى قمة الإدارة إلى أسفل قروبات ومجموعات المشجعين الحقيقيين والمندسين في صفوفهم.
+ ذكرت ووصفت الحال (بالمائل)، وغضب من غضب وتحاور معي من رضي، ولكن جاءت الخسارة الأخيرة من الهلال بالصدمة المطلوبة، لأن المريخ لو تكتل ودافع أمام الهلال وتعادل ونال البطولة لهدمت الدنيا، ولكن رب ضارة نافعة، فاز الهلال بنتيجة كبيرة وجاءت الفرصة الغالية للمناقشة الهادئة والاعتراف بالحال المائل وفتح كل الملفات والنقاش الهادئ.
+ فكرت كثيرًا فيما هو حاصل ورأيت أن أبدأ وتذكرت الأخ الرئيس المحبوب جمال الوالي وتواصلت معه لأعرف رأيه، خاصة بعد أن سمعت ما يشبه الإجماع لعودته.
+ حزنت أنه لم يرد علي، وتربطني بالرجل صداقة لما يفوق الأربعين سنة ومصاهرة، وهو معذور، فالرجل رغم ما قدمه بصورة غير مسبوقة وجد الجحود، بل حتى الإساءة، وقد تحامل مرة ومرات وعاد تحت ضغوط ورجاءات، وقال مرة تأثرت برجاءات صغار المشجعين وأحد المعاقين أكثر من رجاء وضغط الرئيس عمر البشير، وعاد وتعرض للإساءة وأحيانًا الإساءة الجماعية المرفوعة في الاستاد الذي أعاد تأهيله.
+ أمام هذا الحال، فكرت وسألت نفسي وما الحل؟ ولو أحد طلب مني أن أكتب الحل، بماذا أرد؟.
+ أتوكل على الله شريطة أن يحل بيننا الأدب والاحترام، وأطلب ممن يملك المال أن يقبل بالالتزام بمبلغ معين في درجات الأعضاء الماسيين والذهبيين والفضيين، ثم درجة خاصة لكل عضو حتى لو كانت جنيهًا واحدًا أو دولارًا، ويسمون حسب درجتهم، وليس لهم حق العمل الإداري، ويتكون مجلس للإدارة التنفيذية من أهل اللعبة ومجموعة فنية مهمتها التواصل مع بيوت الخبرة للتعاقد مع الجهاز الفني واللاعبين الذين يمكن تحقيق الفرق والحلول الفردية المطلوبة.
+ لا أحلم، ولكن هذا هو حال العمل الرياضي الحقيقي، وتعمل به كل الدول المتطلعة للتفوق، ووصلته. ومن يرى هذا الرأي، فعلينا أولاً الاعتذار عن أي مشاركة خارجية وعدم استعجال النتائج.
+ تقاسيم .. تقاسيم .. تقاسيم
+ بعد أن نشرت جزءًا من هذه المادة، وأشرت إلى أن الأخ الرئيس المحبوب جمال الوالي لم يرد علينا، وذكرت أنه محبط لما أصابه، ولكن وصلتني منه هذه الرسالة المهذبة: (سلام يا حبيب، عدم الرد أحيانًا حياء عندما لم تجد الإجابة ولا تملك الوفاء بعشم الناس، ولا تريد أن ترد بما يؤخذ عليك، وليس تجاهلاً، مع تحياتي لكم جميعًا والأسرة الكريمة، جمال الوالي).
+ أهنئ الأخ البروفيسور أحمد آدم بتوليه وزارة الشباب والرياضة، وهو مؤهل لها أكاديميًا على الأقل. وتربطني بالرجل معركة انتخابية كلها من مفرزات وسلبيات انتخابات الأندية والاتحادات التي يكثر فيها الفساد الذي عشناه مع البروف أحمد آدم، ونسال الله العفو. تنافسنا فيما يسمى انتخاب الاتحاد السوداني للهوكي، لا تضحكوا ولا تسألوا هل في السودان هوكي؟.
+ فساد السودان موجود في عقول ناس الانتخابات التي تؤدي للجنة الأولمبية وكذلك الاتحادات الخارجية للهوكي، والتي وضعها البروف في سيرته الذاتية الخالية من أي نشاط سوداني إلا في الهوكي!!.
+ القصة بطلها صديقنا الرياضي المثير للجدل الأستاذ النعمان حسن، شفاه الله، وكان يخطط مع آخرين لانتخابات اللجنة الأولمبية كما يخطط البروف أحمد آدم، والعمل يبدأ من الاتحادات الرياضية أي اتحاد حتى لو كان اتحاد الهوكي.
+ ألح علي الأخ النعمان للترشح لرئاسة اتحاد الهوكي ولم يخف النية انتخابات اللجنة الأولمبية. سألته: ما في اتحاد تاني غير الهوكي؟ رد: كلها (مستفة). ترشحت متوقعًا الفوز بالتزكية كما وعدوا، لكن المفاجأة ترشيح رياضي كبير وأستاذ في كلية التربية الرياضية الدكتور أحمد آدم. قررت الانسحاب، فالرجل أحق مني على الأقل يعرف حاجة عن الهوكي. النعمان هاج وقال: الفوز مضمون وكل الأصوات في جيوبنا، وحددها بعشرة أصوات.
+ دخلنا صالة الانتخابات ومعنا أصواتنا العشرة، وفجأة وصل وفد المرشح الرئاسي الدكتور أحمد آدم ومعه ثمانية شباب صغار يبدو أنهم من طلابه بالكلية وصوتوا لأنهم يمثلون الحكام والمدربين للعبة الهوكي المسكينة. أعلنت اللجنة فوز قائمة الدكتور بأحد عشر صوتًا وسقطت ودقيت الدلجة.
+ ليت الدكتور أحمد آدم يملأ المركز الوزاري وهو أهل له بثقافته وعلمه، ولتكن من مهامه ضبط العملية الانتخابية للاتحادات والأندية، ولديه المثال من فوزه لرئاسة الاتحاد السوداني للهوكي على شخصي الضعيف عام 2005، ولا يزال، وكذلك عدة مواقع في الاتحادات الدولية والإقليمية والقارية للهوكي. حقيقة أكبر له التهنئة والأمنيات بالنجاح، وسنفخر لأن وزيرنا أستاذ جامعي تخصص في الرياضة.
+ كأس السودان ودوري النخبة انتهت المنافستان وفق الظروف المعروفة، وكنت وصفت ذلك في مقال سابق (بالكحة ولا صمة الخشم)، ولكن ظهرت ردود الأفعال والتي لوح بعض المتضررين باللجوء للاتحاد الدولي ومحكمة كأس.
+ نصبوا المريخ ثانيًا بالميداليات الفضية مع أن ترتيبه الثالث وليس الثاني لأنه متساوٍ في النقاط مع أهلي مدني 14 نقطة، ومتخلفًا عنه بفارق الأهداف.
+ دوري النخبة أقيم بثمانية فرق لم تشارك كلها في منافسة الدوري الممتاز (الملتقة)، وفيها فريقان لعبا في دوري آخر موريتاني.
+ دائمًا لا يصح إلا الصحيح، وما قام على باطل فهو باطل، وكان على اتحاد الكرة أن يقتنع بالظروف الواقعة ووقف النشاط التقليدي ويعتذر عن أي مشاركات خارجية ويركز الاهتمام على المنتخب ومشواره.
+ في كل هذه الفوضى الضاربة أطنابها رفع اتحادنا عدد فرق الممتاز إلى كم وعشرين بدلاً من تخفيضها، وعلمنا أن الأسباب انتخابية فقط.
+ انتقل إلى جوار ربه هذا الأسبوع زميلنا في مهنتي الصحافة والتدريس الأستاذ عيسى السراج الذي كان يشجعنا على العودة لأرض الوطن الذي ظل فيها ناشطًا في المجال الإنساني. ربنا يرحمه ويسكنه الجنة، والعزاء لأهل السراج وأهل التعليم والإعلام والرياضة والمريخ.
+ من عطبرة بلغني خبرين مؤلمين بوفاة زميل الدراسة والتدريس ونجم الكرة عبد الرحيم عطا قمر (بله) بعد معاناة مع المرض، تميز بالصبر كما كان دائمًا مثالًا للطيبة والإخلاص في عمله وعلاقته. وكذلك أحزنني وفاة الشاب الظريف أشهر مرضى الفشل الكلوي الذي لم يحرمه المرض أكل عيشه من موهبة الخط الجميل الذي يشتهر بتوقيع أدروب. رحم الله حسن محمد حسن أدروب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
+ قد نلتقي السبت القادم إن كان في البدن صحة وفي العمر بقية.