إسحق أحمد فضل الله يكتب: (من دفاتر القلب القديمة)

مع إسحق

إسحق أحمد فضل الله

(من دفاتر القلب القديمة)

شخصيات في الاخبار .. قديمة.. وأحداثها قديمة. لكنها تعلق في الكبد مثل الشوك
ومنها حكاية الفتاة التى تستقبل عشيقا فى غياب أبيها وأخوتها الثمانية.. والحكاية في تاريخ القرن الأسبق .. والأب والأولاد يدخلون البيت.. والأب يجعل أحد الأولاد يدخل ويقاتل. ويقتل
والأب يرسل الثاني. ويقتل.. وحتى السابع. والأب يحتفظ بالابن الثامن ويسمح للشاب القاتل بالخروج
والنفس ما يبقى فيها هو
…. حال الفتاة بعد أن حدث بسببها ما حدث
وبعد خروجها بالطبع من البيت إلى الأبد ومن الحلة .. دون أهل.. دون أمل.. دون استطاعة الشكوى لأحد في الأرض
…. وتمشي وقد انمزع من كبدها كل شىء.. الأم.. الأب.. الأخوان الذين. والذين..
الحكاية حدثت قبل قرنين لكن حال الفتاة شىء يتبعنا إلى اليوم
والموت ليس هو أن تدفن.. الموت هو أن تظل تحمل ما حملته الفتاة هذه. وتظل تمشي..
ومن يمشي وهو ميت. واحد من المائة وتسعة وثلاثين الذين كانوا اللجنة المركزية التي كانت تدير الاتحاد السوفيتي
والمجموعة هذه ما يحدث لها هو
تسعة وثمانون من اللجنة أعدمهم ستالين بتهمة أنهم أعداء الشعب
وثلاثة. انتحروا
لكن واحدا منهم يدعي الجنون ويتمرغ فى شوارع موسكو.. وستالين يعبر به.. وعبور استالين لا يمكن أن يأتي مصادفة
وستالين يقف فوقه وهو يقول
: أنا وأنت كلانا يعلم أنك لست مجنونا.. وأنك تفعل ما تفعل لأنك خائف من الموت.. لكن هل هناك موت أسوأ مما أنت فيه الآن؟.
مشاعر. الرجل هذا وكل شىء قد مزع منه.. البيت.. الأولاد.. المركز. ال … مشاعر الرجل هذا.. الذي لا عنده إله يرفع رأسه إليه. ولا عنده مخلوق ينظر في وجهه.. وحتى الموت.. مشاعر الرجل هذا تظل تتبعنا حتى اليوم
وقبلها نلتقي بالصياد الذى يطبق الشرك على ساقه
وبعض الصيادين ينصب نوعا من الشراك له أنياب حديدية مثل الخناجر تطبق على ساق الفريسة.. عندها الألم يجعل الفريسة تفضل الموت على نزع ساقها
لكن يوما الصياد تسقط قدمه فى الشرك نفسه..
والصياد.. وبعزم غريب.. يقطع ساقه بالفأس. لينجو..
نوع الخيار هذا. كثير. كثير
ونوع الخيار. خيار عضو الشيوعى
وخيارات كثيرة تفرزها أيام الحرب التى تجري الآن ولا يمكن الاشارة اليها الآن.. خيارات سوف تكشف بعد نهاية الحرب
وكلها يكشف أن الخيارات أعلاه. قليلة مقارنة. بما أضطر إليه السودان
الخيارات نتابعها وهى تنشب أنيابها في كبدنا
لك الله أيها السودان ..
لك الله