د. بشير البكرى النحاس .. الصحفي والدبلوماسي والرياضي

بروفايل

د. بشير البكرى النحاس .. الصحفي والدبلوماسي والرياضي

بقلم: صلاح الدين عبد الحفيظ

 

من شخصياتنا التي تستحق كل حسن من ذكر وثناء تلك التي قدمت لنا عصارة جهدها وعبقريتها لننعم بحياة وداعة عنوانها الخير للبلاد والمواطن.
في العام 1918م كانت صرخة ميلاده لأسرة ميسورة الحال
غلب عليها العلم والتعلم. دلف بشير البكري نحو التعليم النظامي فكانت أولا البداية خلوة الشيخ حسن بمقر المعهد العلمى بأم درمان، ثم بالكتاب، ومن ثم بمدارس الأقباط حيث درس الأولية والوسطى ثم درس في سوهاج وكان أول سوداني يحصل على البكالوريا المصرية، وبعد ذلك دخل الجامعة المصرية عام 1935م (جامعة القاهرة (الأم) وتخرج فيها عام 1940م من كلية الحقوق. وكان فى الكلية زملاء سبقوه بالدراسة منهم على سبيل المثال عابدين إسماعيل وبشير محمد خير.
وبعد التخرج مكث فى مصر لعدة أسباب، منها وجود أهله بمصر، زائدا فرصة العمل التي وجدها بإحدى الشركات التجارية بالإسكندرية أنذاك، إضافة لرغبته فى مواصلة التعليم فوق الجامعي وقد أتيحت له فرصة الإلتحاق بأول بعثة خارجية لفرنسا لعمل الدكتوراه في الاقتصاد في السوربون.
أثناء وجودهم في القاهرة حدث في السودان إضراب طلاب الكلية المشهور والذي جاء عليه صدور تعليمات من السلطات منعت الناس من الذهاب للخارج وخصوصاً مصر. وكرد فعل في مصر كونوا حركة سودانية مصرية على رأسها القانونى الضليع الدرديري أحمد إسماعيل وهو أول سوداني يدرس القانون فى ليدز ببريطانيا وكان معهَم أيضاً بشير عبد الرحمن، ودكتور بخيت أحمد عمر إضافة للسيد على البرير.
بعد الرجوع إلى السودان عمل مع الرئيس إسماعيل الأزهرى مستشارا سياسياً فترة مؤقتة. وعمل كصحافي بمصر لفترة من الزمان، فكتب حول قضية السودان مقالات ذات قيمة توضح اسهامه الواضح في القضية السودانية آنذاك،
وتواصلت مسيرته في الصحافة حتى فى مصر حيث كان رئيس تحرير مجلة السودان، وكان صاحبها على البرير، في أوائل الأربعينيات برفقة أبناء دفعة أدباء كبار مثل محى الدين صابر وأحمد عقيل. وكانت المجلة أدبية سياسية شاملة وكانوا يرسلوها إلى السودان، وهي في طرحها ضد الانجليز.
وعمل أيضا في صحيفة الأهرام المصرية التي يرأسها أنطوني الجميل وكانت أول مقالاته بعنوان (اعطاء السودانيين حق تقرير المصير) وكان ذلك في عام ١٩٤٥م. ومع وجوده فى القاهرة كان مراسلاً لصحيفة النيل لصاحبها أحمد يوسف هاشم،
وبعد سفره لفرنسا صار مراسلاً للأهرام. ومن باريس أيضا عمل مراسلاً لصحيفة الرأي العام في منتصف الخمسينيات، وكتب مقالات بعنوان (يوميات السياسة الخارجية). وعمل في الإذاعة أثناء حكومة الأزهرى وكان لديه التعليق اليومي في الإذاعة إضافة لسلسلة اسبوعيات السياسة الخارجية التي كان يكتبها. وفيما يتعلق بالرياضة كان يلعب بفريق الأقباط وله دور مشهود فى تغيير إسم فريق فكتوريا لإسم نادى الإتفاق وكان ذلك في الثلاثينيات، ويشجع فريق الهلال.
إلتحق بوزارة الخارجية حين تأسيسها في ابريل من العام 1956 وأصبح أول سفير للبلاد بفرنسا وبعدها عمل سفيرا بنيحيريا والكاميرون. وحول التكريم الدولي تم تكريمه بأكبر وسامين فى فرنسا (الشرف، والصليب الأكبر)، باعتباره عمل سفيرا لمرتين في فرنسا بالإضافة إلى أوسمة أخرى من، الأردن، بلجيكا، وهولندا.