الحاج الشكري يكتب: أمجد فريد .. كلمات كالسهام في صدور الخونة والعملاء

نقطة وسطر جديد

الحاج الشكري

أمجد فريد .. كلمات كالسهام في صدور الخونة والعملاء

لم أجد مقالا بذات الروعة وقوة المرافعة أفضل مما كتبه الحبيب الأستاذ أمجد فريد عن حكومة نيالا المزعومة.
وقبل أن أتناول الشاي والقهوة، فتحت (التلفون) فوجدت فيه ضمن ما وجدت الأخ الحبيب أمجد فريد يرسل لي في الخاص مقالا رائعا عوضني عن كيف القهوة والشاي.
وبإطلاعي على المقال توصلت لقناعة بأن أمجد فريد قد من الله عليه بموهبة أدبية مكنته من أن يكتب تحليلاته العميقة بلغة رفيعة وممتعة جدا ويمكنني هنا أن أذكر قليل جدا من نص المقال: (لايمكن النظر إلى حكومة الدعم السريع على أنها مشروع سياسي جاد لتجاوز الأزمة ولاتمثل تطورا طبيعيا في مسار إعادة بناء الدولة أو تطورها بأي حال من الأحوال بل هو تجسيد صارخ لسعي الدعم السريع وحلفائها للتحلل من فكرة الدولة نفسها حين تنبع السلطة لا من شرعية أو الخدمات أو الرؤية أو الأداء بل من السيطرة المسلحة وخدمة الأجندات الخارجية. إن ما نراه أمامنا ليس بداية الحرب بل هو تعبير عن مأزق أخلاقي وسياسي عميق يطال الفاعلين المحليين والدوليين على حد سواء، فإضفاء الصبغة الحكومية على جماعة ارتكبت جرائم إبادة واغتصاب ونهب واسع لا يغير من طبيعتها بل يغير فقط من حدود الجريمة من فعل مليشياوي خارج النظام وحكم القانون إلى جريمة منظمة تحت عباءة الحكم وبإسم السلام).
الفقرة أعلاه واحدة من فقرات مقال أمجد فريد وغيرها من الفقرات التي حوت على مرافعات منطقية وقوية ضد حكومة المليشيا وحلفائها والمتماهين معها. وهو مقال بالطبع لايمكن أن نعيد كل فقراته هنا لضيق المساحة.
بعض المقالات تبقى لمئات السنين أو حتى بعد أن ينتقل كاتبها إلى الرفيق الأعلى في دار الخلود، في حين أن كثير من المقالات والكتابات عديمة الأثر ولا يلتفت لها الناس والمراقبين إلا لماما. ولكن مقال أمجد فريد يستحق أن يستقر في عقول المراقبين والمحللين ويستحق أن يجد حظه من المدارسة والمداولة والمناقشة وكذلك مثل هذا المقال يستحق الإطراء والإعجاب من الأصدقاء والحادبين على مصلحة الوطن وليس من الخونة والعملاء الذين أحرجهم أمجد فريد أيما حرج وأدخلهم في زاوية ضيقة لا أعتقد أنهم سيخرجون منها لمواجهة الكاتب بالحجة والمنطق الذي استند إليه طوال سرد تفاصيل المقال.
ان مثل هذه المقالات لا يكتبها إلا شخص واسع الاطلاع ولديه صومعة من الكتب وكذلك مطلع لما يدور حوله الآن في العالم من الفكر والأدب والسياسة وتقلباتها الدولية.
لأمجد فريد صولات وجولات بالقلم في معركة الكرامة ضد أصدقائه السابقين من قادة قحت ومفكريها، ولا ينكر اسهاماته في معركة الكرامة إلا جاهل أو مغالط وأظن أن رأيي هذا هو رأي أغلب النخبة ذات الحس الوطني المشهود. نعم إن وجود قلم كقلم أمجد فريد معنا في معركة الكرامة يزهي الحقل الإعلامي للمعركة الحالية كما يزهي الطل الورود.
شكرا أمجد فريد ومزيدا من الإبداع والسهام في صدور هؤلاء الخونة اللئام