لقاء كاكا – حفتر .. محاولة فاشلة لإحياء المليشيا

لقاء كاكا – حفتر .. محاولة فاشلة لإحياء المليشيا

أمدرمان: الهضيبي يس

تداولت عدة وسائل إعلام خلال اليومين الماضيين عن تحركات لقيادات ليبية من طرف قيادة جيش المشير خليفة حفتر بإيعاز من بعض الدول الداعمة لمليشيا الدعم السريع التي تخوض حربا ضد القوات المسلحة والشعب السوداني، في محاولة فاشلة لإحياء المليشيا التي تتلقى الهزيمة تلو الأخرى على يد الجيش السوداني والقوات المساندة له في كردفان ودارفور. ويعاني الجناح السياسي للمليشيا من خلافات وصراعات عقب اعلان ما يسمى بحكومة تأسيس التي أججت النيران بين مكونات التحالف الهش، لأن الكل يريد نصيبه من الكيكة المسمومة.

 

لقاء كاكا وصدام

 

وعقد مسؤول العلاقات الخارجية الجنرال صدام حفتر لقاءً مع الرئيس التشادي محمد إدريس الشهير بكاكا، تطرق لجملة من القضايا على رأسها تطورات الأوضاع في السودان عقب قيام حكومة مليشيا الدعم السريع والتنسيق العسكري بين الطرفين. بينما تقوم ليبيا بقيادة حفتر بتشكيل داعم عسكري لعناصر وقيادة الدعم السريع، القوة العسكرية المتمردة على الجيش السوداني، مما شكل مهددًا وخطرًا أثر على المعارك التي دارت قبل فترة عند منطقة المثلث الحدودي الذي يجمع ما بين مصر، السودان، ليبيا.

 

دعم المليشيا

 

بالمقابل، ذهب مراقبون في صياغ تحليل هذه التحركات الليبية بأن هناك مشروعًا إقليميًا يحمل الصيغة السياسية والعسكرية يتم الترتيب له لدعم حكومة مليشيا “الدعم السريع” حتى تحظى باعتراف إقليمي ودولي عقب الفشل حتى الآن في الحصول على أي تأييد. وهو ما يكاد يدفع بقيادات المعارضة السياسية بتحالف “صمود” في عقد مشاورات مع أطراف إقليمية ودولية بدولة الإمارات قبل أيام حول قضية الحرب بالسودان وضرورة الحصول على دعم “سياسي” يعمل على إعادة التموضع مجددًا والتوصل لتسوية ما بينهم وقيادة الجيش.

 

تكتيك مرحلي

 

ويشير الكاتب الصحفي محمد حامد إلى أن إلغاء اجتماعات أطراف دول “الرباعية” في واشنطن، على ما يبدو، قد دفع بعض الأطراف الإقليمية باللجوء لترتيبات جديدة تحمل طابع مشروع سياسي يهدف تشكيل حالة ضغط على “الجيش” باستخدام دول الجوار ومجموعة الجماعات الخارجة عن القانون مثل المشير خليفة حفتر، وهو قطعًا مخطط يمضي نحو تطبيق عملية شد الأطراف الجغرافية. واصفا مسألة التنسيق التشادي – الليبي بأنها تكتيك مرحلي بهدف إضفاء الشرعية السياسية والإقليمية على حكومة مليشيا الدعم السريع، مما يكفل لها مستقبلاً إعادة التموضع مجددًا داخليًا وفقًا لترتيبات سياسية وعسكرية.

 

دعم لوجيستي

 

ويؤكد المحلل في الشؤون العسكرية عمر الأرباب بأن “الجيش” يظل مدركًا لما يحاط به ويحاك من مشاريع سياسية وعسكرية هدفها جعل مليشيا الدعم السريع جزءًا من أي ترتيبات سياسية وعسكرية واقتصادية قادمة في البلاد. كذلك، من ناحية “عسكرية”، فإن مشهد التنسيق وإبرام الاتفاقيات ما بين تشاد ومجموعة خليفة “حفتر” أمر ليس بالجديد وقد تم من قبل، وهو شأن تسعى فيه “انجمينا” للعب مزيد من الأدوار خلال حرب السودان وفقًا لتعهدات سابقة أملتها على نفسها. متوقعًا أن يشمل طبيعة التنسيق ما بين كاكا وحفتر على توفير الإمداد عبر المطارات العسكرية لنقل الأسلحة والدعم اللوجستي والتدريب لعناصر القوات العسكرية، سعيًا وراء عدم فقدان المليشيا لإقليم دارفور على أقل تقدير. وسياسيًا تهدف ليبيا حفتر وتشاد، لتعزيز موقف حكومة المليشيا لتطبيق حالة الموقف الليبي في السودان بمعنى حكومتين على أرض واحدة، حتى يكفل وجود مسار سياسي. وهو الخيار الذي سيظل مرفوضًا جملة وتفصيلاً من قبل السودانيين مع تلك الأطراف.