الشاعر والممثل اسماعيل خورشيد .. (نغمة جميلة) تحكي روعة الفن السوداني

الشاعر والممثل اسماعيل خورشيد ..

(نغمة جميلة) تحكي روعة الفن السوداني

بقلم: صلاح الدين عبد الحفيظ

من رموزنا الابداعية صاحبة الرصيد الأوفر في التمثيل والنقد الأدبي والكتابة الفنية وفوق ذلك فهو أدائه في مؤلف للاسكتشات المسرحية .. فقد حباه الله بخاصية غنائية حتى لتكاد قصائده (تلحن نفسها بنفسها) وهو ملك الأغنية الخفيفة من حيث إيقاعها وسلاستها ورشاقتها.
اسمه الحقيقي إسماعيل الشريف عباس وسر تسميته بخورشيد أنه كان يعمل صبيا بشارع الصابرين بسوق أمدرمان سوق الصناعات الجلدية، فكان أن أطلق عليه أحد الحرفيين اسم خورشيد فأصبح منذ الأربعينات معروفا بهذا الاسم. من مواليد الأبيض 1927. لم ينل في حياته أي تعليم نظامي إلا أنه وفي مقبل أيامه سعى لتعليم نفسه بنفسه بطريقته الخاصة، فإلتحق بداية بخلوة سوار الذهب بالأبيض وحينما حضر إلى أمدرمان موطن والدته – إلتحق بخلوة الكتيابي بحي البوستة أمدرمان التي استقر فيها مع أسرته – كان هناك نادي الاتحاد الرياضي تدور في أروقته بروفات مسرحية (السريرة) وكان (أبو عاقلة) يؤدي دوره في المسرحية بالدوبيت فكان خورشيد معجبا به يقلد ما يشاهده في فصول المسرحية، وهو يومذاك ابن تسع سنوات. فكانت بداية تعلقه الحقيقي بالمسرح. يقول خورشيد عن نفسه – (أنه خريج مدرسة الحياة، فقد وجدت بحي البوستة القراءة والاطلاع اللذيْن ابحث عنهما وذلك لوجود المكتبة المركزية بأمدرمان. فقد قرأت كل الكتب والروايات والأشعار التي أفادتني كثيرا في مسيرتي الفنية). برع خورشيد في كتابة المونولوج عام 1942 كمقلد للأستاذ خالد أبو الروس وكتب العديد منها – بعدها مباشرة إلتحق بفرقة السودان للتمثيل والموسيقى، ثم عمل مع فرقة هواة التمثيل مع الاستاذ أحمد عثمان عيسى ثم فرقة محمود سراج أبو قبورة. وكانت هذه الفرق هي بداية لمشواره الطويل الممتد الذي احتوى على تقديم العديد من المسرحيات للمسرح السوداني، فكتب أول عمل مسرحي بعنوان (السودان العظيم) في عام 1948 وقدمت هذه المسرحية في المسرح القومي إبان افتتاحه عام 1959 أول عمل مسرحي يقدم انذاك. توالت بعد ذلك مشاركاته في العديد من المسرحيات التي شارك فيها، كما شارك في أول فيلم سوداني (آمال وأحلام) من تأليف وإخراج الرشيد مهدي، كما اشترك مع الأساتذة خالد ابو الروس وأحمد عثمان عيسى في تأليف كتاب بعنوان (المسرح السوداني في نصف قرن) تم سرد فيه تاريخ المسرح السوداني، هذا إلى جانب العديد من الأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية. برع الأستاذ خورشيد في كتابة الشعر الغنائي – بدأ كتابة الشعر الغنائي عام 1946 بأغنية (عايز أنسى آلامي) غناها الفنان التجاني السيوفي. والحق يقال إن خورشيد هو الذي خط البدايات التمهيدية لتجربة الفنان التاج مصطفى وأبرز لونية رشيقة للكلمات المغناة فأهدى له العديد من الأغنيات (بهجة حياتي) وهي الأغنية التي أوصلت خورشيد لمصاف كتاب الأشعار الغنائية، ثم قدم له (يا نسيم قول للأزاهر) و(الذوق والجمال) والعديد من الأغنيات الأخرى. غنى له صلاح محمد عيسى العديد من الأغنيات من بينها (ليالي الإنس، أنا بهواك، العيون السودا) وغنى له سيد خليفة (بنات بلدنا، أنا قلبي بدق، داري عينيك) وغنى له الكاشف (أنا بغير عليك) وغنى له محجوب عثمان (يا النسيت أيامنا). ويعد خورشيد أول من كتب قصيدة وطنية قدمت بعد إعلان الاستقلال مباشرة، تغنى بها الفنان عثمان الشفيع، وغنى له أيضا عبيد الطيب (شكوى) وتغنى له بعد ذلك العديد من المطربين: رمضان حسن وفاطمة الحاج وعبد المنعم حسيب وعبد الوهاب الصادق والعاقب محمد حسن وعائشة الفلاتية ومنى الخير وعبد الدافع عثمان وعبد المنعم حسيب ومجموعة عبد الماجد خليفة وأبو عبيدة حسن وغيرهم وفي مرحلة لاحقة غنى له الفنان صلاح ابن البادية (في محراب الحب) و(المريود شوية شوية). طبعت لخورشيد ثلاثة دواوين شعر وهي (بلاد الطنبور، الكلمة الحلوة، أوبريت الوحدة الوطنية). عمل مراسلا لكثير من المجلات والصحف العربية منها مجلة (النجوم) ومجلة (الكواكب المصرية) ولعب دورا مقدرا في كتاباته للأطفال حيث قام بتأليف نشيد الأطفال بعنوان (أمي) من ألحان عبد الله الفزاري وقدم بصوت الفنانة حنان أحمد وتم تسجيله للإذاعة والتلفزيون. وقد كان هذا النشيد و ما يزال حتى الآن يقدم في عيد الأم من كل عام عبر الأجهزة الإعلامية المختلفة وله أكثر من 196 عملا مسجلا بالإذاعة موزعة ما بين أغنيات تغنى بها كبار الفنانين وأناشيد للأطفال وأوبريتات وأعمال درامية وأناشيد وطنية. يعد خورشيد الأب الروحي لفن الأوبريت، فقد كتب أكثر من 42 أوبريت أشهرها (مناسك الحج، الوحدة الوطنية).
الشاعر اسماعيل خورشيد كتب الأغنيات الاتية:
سيد خليفة: بنات بلدنا، نشيد القنال، حبيبي، حبيت لي ملاك، سامبا، قلبي بيدق، داري عينيك.
التاج مصطفى: يانسيم قول للازاهر، بهجة حياتي، أحبابي ياعيني، فتاة النيل.
صلاح بن البادية: في محراب الحب، المريود شوية شوية.
ابراهيم الكاشف: أنا بغير، أحلام، ورد وشوك.
صلاح محمد عيسى: ليالي الأنس لي عودي وأسمعيني الفرح من عودي، حبايب (أنا بهواك)، إليها (نظرة .. بسمة). من النظرة الأولى، الكاس.
مهلة العبادية: لاتلومني، حبيتهم، الفجر لاح، أشير قلبي.
عثمان الشفيع: نشيد الاستقلال، صورة، حبيب الروح.
محجوب عثمان: عهد الهوى (ليه ليه يالنسيت أيامنا ليه)، جرتق الفرحة، الفردوس.
عبد الدافع عثمان: المساء، أيام الحب.
الخير عثمان: أمل.
التجاني السيوفي: عايز أنسى آلامي.
العاقب محمد حسن: الغرام.
عبيد الطيب: شكوى، ملامة.
رمضان حسن: جميل ياحبيب، رسالة.