عصام جعفر يكتب: ما هي حقيقة المرتزقة الكولومبيين؟

مسمار جحا

عصام جعفر

ما هي حقيقة المرتزقة الكولومبيين؟

مرتزق من دولة كولومبيا هلك في الحرب في مطار نيالا، وحصلت الاستخبارات السودانية على فيديوهات ومعلومات حيّة بهاتفه توثّق رحلته مع المرتزقة الآخرين من كولومبيا إلى السودان، والمطارات التي عبرها، بما فيها مطار دويلة الشر التي تولّت تفويج المرتزقة وتسهيل دخولهم إلى دارفور، وتشوين العتاد والسلاح الذي يستخدمونه.
هاتف المرتزق الكولومبي الذي ضبطته السلطات حوى كل شيء وبالتفصيل، حتى اتصالاته بالقيادة التي تحشد المرتزقة وتدفع الأجور. وما ورد في الهاتف من تفاصيل موثّقة دليل حيّ على ضلوع دويلة الشر في الحرب وحشد المرتزقة، وأنها لم تتخلَّ عن هذا الدور حتى الآن.
المرتزقة الأجانب أصبح دورهم ظاهرًا في الحرب السودانية، وتتزايد أعدادهم كل يوم. وقد سبق أن تم ضبط بعض العناصر من كولومبيا، وكينيا، ويوغندا، وجنوب السودان، وحتى دولة إثيوبيا شاركت بقنّاصة.
ملف المرتزقة الأجانب في الحرب السودانية أصبح مكشوفًا ومعلومًا وموثّقًا، لكن الغريب والمدهش هو ردّة فعل الحكومة السودانية، وعدم تفاعلها بالمستوى القوي والجاد، والاستفادة من هذا الملف لفضح دويلة الشر، وإثبات التهمة عليها بحشد المرتزقة من كل أنحاء العالم، والدفع بهم للحرب في السودان، مما يعد اعتداءً سافرًا وصريحًا على سيادة السودان وأراضيه وشعبه.
لماذا لا يحشد السودان كل هذه الأدلة المادية الموثّقة والثابتة بالدليل الدامغ، ويدفع بها مجددًا إلى ساحات العدالة الدولية، ويحاصر بها دولة الإمارات التي تُخفي ضلوعها في الحرب، بينما تثبت الوثائق التي بين أيدينا بأنها غارقة إلى رأسها في المؤامرة على السودان، وحشد المرتزقة والمقاتلين الأجانب لتدميره؟
لماذا التباطؤ في هذا الملف، وخمول الدبلوماسية، وإضاعة الفرصة لإثبات حق السودان، وإدانة الدول المتآمرة؟