
د. نجلاء حسين المكابرابي تكتب: نتألم لنتعلم
مسارات
د. نجلاء حسين المكابرابي
نتألم لنتعلم
الألم أصعب الحالات التي يمكن أن يمر بها الإنسان وهو شعور لا يتحمله الا الصابرون فقال الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 153) فقد ذكر الله تعالى الصبر ومشتقاته حوالي (90) مرة ومن أصعب أنواع الصبر هو الصبر علي الابتلاء والمحن والحرب أعظم الابتلاءت لما خلفته من ألم وشتات وعظم الله يوم الفراق.
وحينما يكون الألم لتعلم يكون الايمان هو الأعمق في اجتياز المحن ومخافة الله في الحياة. وهنا استحضرتني تحديات الحرب بكل قساوتها من موت ودمار، ونزوح ولجوء واغتصاب وسحل وقلوب ارهقتها الذكريات المؤلمة وآثار نفسية لن يمحوها الزمن بسهولة وهنا يكمن السؤال الهام هل تعلمنا منها وهي اقسى دروس الحياة التي مررنا بها؟ وهل كانت واحدة من مؤشرات القياس لدرجة الإيمان بالله وبالوطن؟ وعلى مستوى تقييم الذات هل عدلنا من سلوكنا وفهمنا واخلاقنا؟ أم كانت هي حرب لمحو القيم والمباديء والموروثات المجتمعية
دعونا نحول الألم لي أمل التعلم من كل ما مررنا به من قسوة بعد الحرب لنبني المستقبل ليس علي مستوي البلد كوطن قائم وراسخ ولكن علي مستوي البناء النفسي والروحي للذات وعافية الروح هي عافية الوطن.
وشد ما يبهر العالم الآن هو تنوعنا وانسجامنا المجتمعي بكافة اشكاله القبلية والمناطقية واللهجات والتضاريس الجغرافية والحدود الزمانية والمكانية والمناخ وهذا كله يجعل البلاد بوتقة العلم والتعلم ومحط الاطماع الخارجية ومن خلال كل ما ذكرنا دعونا نحول النغمة الي نعمة والتفرقة الى وحدة والضعف الى قوة وعزيمة واصرار وارادة لنبني الوطن دون ألم.