مشاركة المرتزقة الأجانب مع المليشيا .. أدلة دامغة

مشاركة المرتزقة الأجانب مع المليشيا .. أدلة دامغة
تقرير: مجدي العجب
ما ليس فيه جديد أن مليشيا الدعم السريع منذ البداية دعمها الكفيل بقوات كبيرة من المرتزقة الأجانب من دول الإقليم وخارج الإقليم. وقد رأى العالم كله قوات من جنوب السودان، تشاد، النيجر، أفريقيا الوسطى، ومعظم دول أفريقيا، بالإضافة إلى قوات كولومبية تقاتل بجانب المليشيات، وكذلك تدرب أفرادها على أسلحة نوعية. فمنذ بداية الحرب، كان معظم القناصة في صفوف الجنجويد أجانب، تم نشرهم في كل العمارات والمباني العالية في ولاية الخرطوم، وتحديدًا في الوسط. أما الآن، وبعد أن استعصت الفاشر بصمود القوات المسلحة والقوات المشتركة والقوات النظامية الأخرى عليهم، ظهرت قوات قوامها كولومبيون يحملون قناصتهم وأسلحتهم المتطورة في الهجوم الأخير على الفاشر. وهذا بالتأكيد يعني خيبة أمل الجنجويد في سقوط الفاشر في أيديهم. حتى بدأت المرتزقة تظهر في العلن دون حياء أو خجل، فيديوهات كثيرة منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لهؤلاء المرتزقة. وجاء في بيان القوة المشتركة أنهم حيدوا عددًا كبيرًا منهم.
الجنجويد والمرتزقة
كشفت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح عن مشاركة مرتزقة أجانب من دول جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وكينيا، بالإضافة إلى أكثر من 80 مرتزقًا من جمهورية كولومبيا، في الهجوم الذي شنته مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر يوم أمس الاول. وأشارت إلى تحييد عدد كبير من هؤلاء الكولومبيين، الذين كانوا مكلفين بتشغيل الطائرات المُسيّرة وتنسيق عمليات القصف المدفعي. وطالبت القوة المشتركة، في بيانها الصادر اليوم باسم المتحدث الرسمي العقيد أحمد حسين مصطفى، حكومات الدول التي ينتمي إليها هؤلاء المرتزقة بتحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، والتواصل الفوري مع الجهات السودانية الرسمية لوقف هذا الانزلاق الخطير الذي يورطها في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تُرتكب بحق الشعب السوداني الأعزل. وأوضحت القوة المشتركة أن لجوء مليشيا الدعم السريع إلى استخدام المرتزقة من الخارج يأتي نتيجة لفشلها في مواجهة القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية على الأرض. ومما يزيد من خطورة الوضع هو تحالفها مع مليشيات عبد العزيز الحلو، حيث أوكلت لهم مهمة استهداف المدنيين الأبرياء الذين يحاولون الخروج من مدينة الفاشر، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، في انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية.
مؤامرة على السودان
وخاطبت القوة المشتركة جماهير الشعب السوداني، مؤكدة أن هناك مؤامرة تُحاك ضد الوطن بهدف السيطرة على مواردنا وتهجير شعبنا واستبداله بجيوش من الغرباء. وأكدت أن هذه لحظة فارقة في تاريخ بلادنا، تتطلب منا جميعًا تجاوز الخلافات والاصطفاف خلف قواتنا المسلحة وقيادتنا الوطنية، ونبذ كل أشكال الكراهية والعنصرية والجهوية، لأن الدفاع عن الوطن واجب مقدس. واختتمت القوة المشتركة بيانها بالتأكيد على أن ما يحدث في السودان ومدينة الفاشر على وجه الخصوص ليس مجرد هجوم لمليشيا الدعم السريع، بل محاولة ممنهجة لإسقاط السودان كدولة بتحالفات تحول الحرب إلى سلعة والشعب ضحيتها.
مؤشر خطير
ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور حسن الشايب أن تحول المليشيا إلى كيان عسكري مأجور مؤشر خطير يتجاوز الإطار الوطني ويعمل كأداة تنفيذية لأجندات إقليمية ودولية مشبوهة. ويضيف الشايب في حديثه لألوان: كما أن هذا التطور يضع القوى الداعمة والمتواطئة في استقدام المرتزقة في موضع الاتهام المباشر بالتورط في زعزعة استقرار السودان، ويعكس هشاشة المواقف الدولية المترددة في توصيف ما يجري بدقة تجاه البلاد. وزاد في حديثه قائلاً: استخدام مرتزقة أجانب في نزاع داخلي أعتبره انتهاكًا للقانون الدولي وتحديدًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة تجنيد المرتزقة، ويشكل جريمة عابرة للحدود يجب أن تخضع للمساءلة الجنائية الدولية. ونبه إلى أن على الحكومة السعي مع المؤسسات الدولية بأن يتم تصنيف مليشيا الدعم السريع ضمن المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين. وختم الشايب حديثه لنا قائلاً: ما حدث في الفاشر يفرض على المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن واجب التحرك العاجل لوضع حد لهذا العبث.
استدراج
ويقول الأكاديمي والمحلل السياسي دكتور محمد تورشين: لا شك أن هناك مشاركة فعلية لعدد من القوات الأجنبية، من المرتزقة القادمين من دولة كولومبيا، والذين شاركوا في تدريب بعض الأفراد في عدة مواقع. وزاد تورشين في حديث لألوان: تُعد هذه المسألة جزءًا من الملفات التي تديرها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سبق أن تم إخضاع وتجنيد عدد من السودانيين، بعد استدراجهم عبر رسائل ومحاولات توظيف في شركات أمنية خاصة، ليجدوا أنفسهم لاحقًا مقاتلين في صفوف قوات خليفة حفتر في ليبيا. وأضاف: يبدو أن ذات النهج تكرر مع “قوات الدعم السريع”، حيث تم إشراك عناصر سودانية في عمليات عسكرية لصالح هذه القوات. وتشير بعض المعلومات إلى أن عددًا من المجموعات القبلية قد تم توريطها أيضًا في هذه الحرب، وأُجبر أفرادها على القتال وقيادة المركبات تحت الإكراه. وذهب دكتور تورشين في حديثه لنا قائلاً: لذلك، ينبغي على السودان توثيق هذه الانتهاكات بشكل منهجي، وإرسال الأدلة إلى الجهات المعنية، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي، لتكون بمثابة أدلة قاطعة على تورّط الميليشيات والأطراف الداعمة لها. إنها مسألة لا يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال.
نهب وقتل السودانيين
إذا كل الشواهد والأدلة طيلة فترة حرب مليشيا الدعم السريع على الدولة السودانية، حيث إنها تحوي أعدادًا كبيرة من المرتزقة والمأجورين ساعدوا في نهب وقتل المواطن السوداني وهدم البنى التحتية للدولة، والعالم يرى ذلك رأي العين. فقد تورطت كثير من الدول في الحرب على السودان، لذلك ينتظر من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي تصنيف مليشيا الدعم السريع بما فيها من مرتزقة أجانب جماعات إرهابية تهدد الأمن والسلم الدوليين.