روسيا وأمريكا .. تحركات جادة لإحلال السلام في السودان

روسيا وأمريكا .. تحركات جادة لإحلال السلام في السودان
أمدرمان: الهضيبي يس
بحث مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، مع وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، الجهود الجارية لمعالجة النزاعات في القارة الأفريقية، وفي مقدمتها الأزمة الليبية، وذلك خلال لقاء جمعهما في العاصمة الأمريكية واشنطن. وقال بولس في تغريدة نشرها على حسابه بمنصة إكس: تشرفتُ بلقاء وزير الدولة القطري في واشنطن. ناقشنا أهمية تحقيق سلام دائم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لمعالجة النزاعات في السودان وليبيا والمنطقة ككل.
بالمقابل، عقد وزير الدولة بالخارجية السودانية، عمر صديق، مباحثات مع السفير الروسي بالبلاد، أندريا تشيرنوف، بالعاصمة الإدارية بورتسودان حول تطورات الأوضاع في السودان، وآخرها إعلان عن تشكيل حكومة مليشيا الدعم السريع.
وأكد السفير على دعم ووقوف روسيا مع السودان ضد أي مهددات ومساعي تهدف إلى تمزيقه باستخدام أدوات الحرب، مطالبًا العالم بضرورة الالتفات لقضية السودان بعيدًا عن أي مطامع.
ووفقًا لمراقبين، فإن الحرب قد أحدثت انقسامًا في المواقف بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية على مستوى التوصل لحل لأزمة السودان بصورة عسكرية وسياسية وإحلال السلام.
ويقول الباحث في الشؤون الدولية، محمد محي الدين، إن حرب السودان هي الأخرى قد حولت المسرح في منطقة شرق أفريقيا إلى مساحة جديدة للتنافس سيما وأن لكل دولة مشروع خاص في المنطقة.
ويضيف محي الدين أن ما يجعل قضية حل أزمة “الحرب” بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية تبدأ من وقف إطلاق النار وتطبيق تسوية “سياسية” تهدف لإعادة تموضع مليشيا الدعم السريع مجددًا في مؤسسات الدولة، ما يكفل لها توفير حصانات عدلية، وهو أمر سيكون له تأثير كبير على المؤسسة العسكرية ممثلة في الجيش حال القبول بهذا المشروع والانصياع لضغوط “واشنطن” وحلفائها.
بينما يوضح الكاتب الصحفي محمد سعد أن “روسيا” هي الأخرى لديها مشروع في منطقة شرق وغرب أفريقيا من حيث الاستفادة وتسخير الخطوات التي تعرضت لها البلدان في هذه المناطق، مما ترتب عليه خروج بعض الدول مثل “فرنسا، بريطانيا، ألمانيا”.
لافتًا إلى أن “عملية التقارب السوداني الروسي قد بدت بشكلها الجديد منذ العام 2018 عند آخر زيارة للرئيس السوداني سابقًا عمر البشير لمدينة سوتشي الروسية وإبرام عدد من الاتفاقيات منها ما يتصل بقضية البحر الأحمر، ما يعني أن “روسيا” من وقتها قد بدأت فعليًا النظر للسودان بشكل مختلف.
مردفا بالقول: “على مستوى إنهاء الحرب في السودان، فإن موقف روسيا يظل واضحًا منذ الوهلة الأولى بدعم مؤسسات الدولة الشرعية و”الجيش” باعتبار ما تعرضت له البلاد تمردًا يهدف لانتهاك سيادتها، والآن الحل يصب وفقًا لرؤية “موسكو” إشراك السودانيين في ترجيح كفتهم خياراتهم لنظام الحكم بعيدًا عن أي مؤثرات أو محاولات لتنفيذ مشاريع تحمل رغبات المطامع والاستفادة من موارد السودانيين دون فائدة.