د. عمر كابو يكتب: توثيق التجارب الذاتية ضرورة مرحلة

ويبقى الود

د. عمر كابو

توثيق التجارب الذاتية ضرورة مرحلة

** لفت انتباهي العالم الجليل والمهندس النبيه محمد عبدالماجد الصادق نائب مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الأسبق لأهمية قيام قيادات العمل في الحقب المختلفة من تجربة الحكم في السودان بتوثيق تجربتهم والملفات التي أمسكوا بها مع حكمهم عليها بأنفسهم سلبًا وإيجابًا.
** تبدو أهمية الموضوع في أن مؤشر الأداء في السلطة انخفض إلى القاع منذ ذهاب الإنقاذ في كافة مسافات الحياة المختلفة.
** أهم عامل في ذلك هو التوجه الخاطئ جدًا الذي انتهجته قحط (الله يكرم السامعين) باقصاء كل كوادر الخدمة المدنية في البلاد.
** توجه عن سبق إصرار وترصد لتدمير الوطن وإلحاق الأذى بالمواطن لإجباره على مغادرة البلاد كجزء من مخطط لئيم عمدت إليه الصهيونية العالمية في إحداث تغيير في التركيبة السكانية استبدالًا لأهل السودان بعربان شتات لا أصل لهم ولا هوية ولا انتماء.
** حينها يسهل لها نهب ثروات البلاد واستغلال أراضيها وخيراتها ونيلها ومؤانيها دون أدنى احتجاج.
** وما الحرب القائمة الآن في السودان إلا جزء من مخطط التهجير القسري عطفًا على تدمير البنية التحتية التي أجبرت معظم الأسر على الغربة حتى بعد أن فرض الجيش هيبته على معظم ولايات السودان.
** نعم تم افراغ كل مؤسسات الدولة من كوادرها المؤهلة تحت مزاعم تفكيك (النظام السابق) وهي لعمري فرية استهدفوا بها خبرات وقدرات وامكانيات ورجال صقلتهم التجربة وعجمت عودهم الأيام بعد أن دفعت الدولة في تأهيلهم أموالًا طائلة تأهيلًا وتدريبًا داخل وخارج السودان.
** الأدهى والأمر أن معظم هذه الكوادر تلقفتهم دول العالم بعروض مبهرة وأفادوها بما لديهم من معارف ومهارات وتراكم خبرات وخدمة طويلة ممتازة.
** أي أنهم لم يتضرروا على المستوى الشخصي بالعكس تحسنت أوضاعهم المعيشية والاقتصادية انما الذي لحق به بحق أبلغ الضرر هو المواطن نفسه.
** ودونكم قطاع الكهرباء الذي هاجرت معظم كوادره إلى الخارج بعد التضييق الذي عانوه من لجنة التفكيك الفاسدة.
** فحجم الأعطال الموجودة الآن لو كانت هناك كوادر مؤهلة صاحبة إرادة نافذة وعلاقات متميزة لتم إعادة وتأهيل وترميم وصيانة الكهرباء في ما مضى من أيام.
** ذات الحديث ينطبق على المياه والطرق والجسور والقطاع الصحي بمرافقه المختلفة.
** عودًا إلى بدء فإنه في تقديري لن يرفض أي مسؤول وطني ممن أبلوا بلاءًا حسنًا في قيادة المرافق الخدمية المختلفة في تدوين مذكرات عن تجاربهم العملية بكل تفاصيلها وصورها وتداعياتها.
** مقدمين النصح والإرشاد لمن هم الآن في سدة السلطة إدارة لتلك المؤسسات الذين قطعًا أقل خبرة ممن سبقوهم في هذا المجال.
** راجعوا كل الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة لن تجدوا مرفقًا واحدًا فيه مسؤول صاحب تجربة تضاهي من كانوا في عهد الإنقاذ.
** إن كان لنا من نصيحة نقدمها إلى السيد رئيس الوزراء فعليه أن يوجه السادة الوزراء بتكوين مجالس استشارية استفادة من الخبرات والتجارب السابقة.
** فإن إهمال تجربة ثلاثة عقود من الزمان تحت دواعي محاربة (الكيزان) هو عسف وتعدي سافر على استحقاقات الوطن.
** فالوطن ينزف دمًا ويئن من صرير الألم لن يسترد عافيته إلا بالاستفادة من تلك الخبرات والتجارب السابقة.
** ذلك لا نعني إعادة تعيين من غادروا تلك المواقع قبل (الفترة الانتقامية) بقدر ما نعني التواصل معهم وتقديم رجاء والتماس منهم في توثيق تجاربهم وتقديم التوصيات والمقترحات لحلول عملية.
** فمن يكبر على تجارب الآخرين مغفل أحمق عظيم الجهل ذميم الخلق جانبه التوفيق والسداد.
** ليت رئيس الوزراء يستدعي رجلًا في قيمة وقامة العملاق مهندس محمد عبدالماجد الصادق ليسأله كيف استطاع أن يحول القطاع الهندسي بتلفزيون السودان لمؤسسة باهرة الأداء صورة وصوتًا؟!.
** كيف استطاع أن متابعة انتشار الإذاعات الخاصة في كل السودان حتى أضحت لكل ولاية إذاعتها وكيف توسعت الإذاعات فأضحى السودان نموذًجا لانتشار الاذاعات المتخصصة في الرياضة والمنوعات والثقافة والاقتصاد حتى وصلنا مرحلة امتلاك الجامعات كل واحدة منها إذاعة تبث برامجها لأغراض أكاديمية وتوعوية ودعوية وثقافية في إطار مسؤوليتها المجتمعية.
** هذه المرحلة تحتاج إلى مجلس وزراء موطأ الأكناف بعيدًا عن الثقة المفرطة والاعجاب والزهو الزائف بالنفس وليكن مدخله في ذلك (نصف رأيك عند أخيك).
** إن لم يتواضع هؤلاء الوزراء ليستمعوا لمن سبقهم فستنتهي فترتهم وقد سجلوا أسماءهم بأحرف من فشل تلاحقهم اللعنات أين ساروا؟!