مجلس السلم والأمن الأفريقي .. حراك مستمر بشأن السودان

مجلس السلم والأمن الأفريقي .. حراك مستمر بشأن السودان

أمدرمان: الهضيبي يس

عقد مجلس السلم والأمن الأفريقي جلسة طارئة مغلقة بشأن الوضع في السودان، بمقر الاتحاد الأفريقي، برئاسة السفير محمد خالد، ممثل الجزائر ورئيس المجلس لشهر أغسطس الجاري. وأكد المجلس الأفريقي، في بيان أعقب الاجتماع، أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو من خلال عملية سياسية شاملة بقيادة سودانية، مشيرًا إلى أن غياب الحل السياسي مستدام لرفع معاناة المدنيين. وأدان المجلس تصعيد الأعمال العسكرية والتدخل الأجنبي، كما جدّد رفضه لما يُسمى بالحكومة الموازية للمليشيا، واعتبرها تهديدًا مباشرًا للعملية السياسية في البلاد. ورحّب المجلس بتعيين كامل إدريس رئيسًا مدنيًا للوزراء، ودعا إلى محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان. وكان الاتحاد الأفريقي قد جمد عضوية السودان في أعقاب اعلان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الاجراءات التصحيحية في 25 من شهر أكتوبر لعام 2021.

 

كلمة مندوب السودان

وخاطب مندوب السودان الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، الزين إبراهيم حسين، الاجتماع الذي عقده مجلس السلم والأمن في الجلسة التشاورية غير الرسمية التي سبقت الجلسة الرسمية الخاصة بالسودان. وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان إن السفير الزين قدّم شرحًا لتطور الأوضاع الإنسانية والأمنية والسياسية في السودان، بما في ذلك تكوين حكومة الأمل بقيادة رئيس الوزراء كامل إدريس، بوصفها خطوة مهمة في تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في فبراير الماضي. ودعا الزين المجلس إلى رفع تعليق مشاركة السودان في أنشطة الاتحاد الأفريقي بعد إعلان خارطة الطريق واستيفاء تكوين الحكومة المدنية، استنادًا إلى مبادرة التضامن الأفريقي، بهدف مرافقة السودان لتحقيق السلام الشامل وإعادة الإعمار. كما حثّ الزين مجلس السلم الأفريقي على الضغط على قوات الدعم السريع لفك الحصار الذي تفرضه على الفاشر، والانسحاب من المناطق المدنية، ووقف الانتهاكات ضد المدنيين في كردفان ودارفور. وطالب المجلس لحث دول الجوار على عدم تسهيل عبور الدعم المقدّم للقوات، ومنع مرور عناصرها عبر مطاراتها وأراضيها.

 

جهود مصرية

وكشفت مصادر في الاتحاد الأفريقي عن جهود مكثفة تبذلها الدبلوماسية المصرية في أروقة الاتحاد الأفريقي لرفع تجميد عضوية السودان. وقالت المصادر إن المساعي المصرية برزت خلال اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي، وأشارت إلى أن المجلس يعتمد على لجان لدراسة مسألة تعليق عضوية أي دولة. وأكدت أن مصر حاولت إدراج ملف تجميد عضوية السودان ضمن أجندة الاجتماع لكن ذلك لم ينجح – وفق وصفها. ونوّهت إلى أن المحاولات المصرية التي سبقت اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي لم تفلح في تحريك الملف السوداني ورفع التجميد. مؤكدة وجود تباينات في مواقف الدول الأفريقية حيال الحرب في السودان، مشيرة إلى أن اجتماع مجلس السلم الأفريقي توصّل إلى آراء توافقية رغم تلك التباينات، حول وحدة السودان ووقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، وقيادة الاتحاد الأفريقي و”إيقاد” لعملية سياسية شاملة بمشاركة السودانيين. وأبانت أن الموقف المصري داخل الجلسة المغلقة لمجلس السلم الأفريقي أثار الجدل بين الأعضاء، حيث تضغط القاهرة في اتجاه الاعتراف بالحكومة التي شكّلها الجيش باعتبارها المؤسسة الرسمية في الدولة.

 

جهود كبيرة

ويقول الباحث في شؤون القرن الأفريقي عبدالرحيم الزمزمي أن السودان بذل خلال الفترة الماضية مجهودا كبيرا للحصول على تأييد من بعض الدول داخل الاتحاد الأفريقي. وهو ما أفرز واقعا جديدا من المتوقع أن ينتج عنه رفع تجميد عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي. ويضيف الزمزمي: الآن باتت هناك كتلة من الدول الأفريقية تصطف مع السودان وتؤيد موقف السلطة الشرعية المدعومة من الجيش نظرا لتعرض تلك الدول لأضرار ومهددات جراء تبني الدعم السريع لمشروع توسعي في المنطقة مايجعل أحقية المسارعة في دول مثل مصر، ليبيا، السعودية وغيرها بدعم رؤية الجيش والسلطة المدنية المكونة مؤخرا كما ذكرت سابقا.

 

مخلب قط

 

من جانبه قال الكاتب الصحفي مكي المغربي أن مايعزز موقف السودان أكثر مما سبق في المنبر الإقليمي هو تحييد عدد من الدول، خاصة مجموعة عضوية دول شمال أفريقيا “ليبيا، والجزائر، ومصر” فضلا عن دول في منطقة شرق افريقيا مثل جيبوتي، الصومال، ارتريا. وأضاف مكي: والآن وبعد مرور عامين من اندلاع الحرب في السودان تبين للاتحاد الأفريقي أن السلطة الشرعية ممثلة في “الجيش” تخوض الحرب ضد الدعم السريع حفاظا على جملة مكتسبات داخلية لها ارتدادات وتأثيرات خارجية إقليمية ودولية باعتبار أن مليشيا الدعم السريع تلعب دور مخلب القط لمشروع تتبناه أطراف صاحبة مطامع في المنطقة.