واشنطن .. تحركات لتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية

واشنطن .. تحركات لتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية
أمدرمان: الهضيبي يس
دعا تيار داخل “الكونغرس” الأمريكي، وخلال مداولات جرت بشأن تعديل قانون الدفاع الوطني لعام 2026، إلى تصنيف قوات الدعم السريع في السودان كقوة عسكرية إرهابية. وذكر السيناتور الأمريكي التابع للحزب الجمهوري بالكونغرس، جيم ريتش، ضرورة تصنيف الدعم السريع في السودان كمنظمة إرهابية، نسبة لمجموعة من الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي اقترفتها تلك الجماعة المسلحة بإقليم دارفور وولايات الخرطوم والجزيرة بوسط البلاد. كذلك استند ريتش على ما ورد في جملة من التقارير لعدة منظمات إقليمية ودولية، أكدت على إقدام الدعم السريع على تصفية سودانيين بإقليم دارفور وفقًا لمبدأ عرقي، مستدلًا بحادثة ما تعرض له أبناء قبيلة المساليت بولاية غرب دارفور في شهر مايو من العام 2023.
ووفقًا لتقديرات مراقبين، فإن حال تم تصنيف قوات الدعم السريع جماعة إرهابية، ستكون هناك مجموعة عواقب إقليمية ودولية على القوة المسلحة، باعتبارها مهددًا للأمن والسلم الدوليين، مما سيجعل تطبيق العقوبات العسكرية والاقتصادية جائزًا، ناهيك عن مطاردة قياداتها الذين سيكونون مطاردين ومطلوبين.
وسياسيًا، متى ما وجدت الخطوة تأييدًا، فإن التحالف السياسي المستند من قبل قيادة مليشيا الدعم السريع سيكون هو الآخر في مهب الريح، باعتبار وقوفه لسياسات جماعة إرهابية مطاردة من قبل العالم وتمارس انتهاكات طالت السودانيين بأشكال مختلفة.
ويقول المحلل السياسي الرشيد أحمد إبراهيم: إن قناعة بعض الأطراف بضرورة تصنيف مليشيا الدعم السريع جماعة إرهابية باتت نابعة من الضغوط التي تمارسها عدة منظمات وكيانات بحق الإدارة الأمريكية، بعد الاطلاع على تقارير لهذه المنظمات الحقوقية. كذلك، الإدارة الأمريكية تحتاج إلى التوصل لإنهاء الحرب في السودان، ولكن بطريقة يكون فيها الجيش صاحب إدارة زمام الأمور، فهي تدرك جيدًا أن مليشيا الدعم السريع وحلفاءها ومحاولة فرض أي تسوية سياسية دون موافقة السودانيين سترتد سريعًا على العالم.
ويؤكد الرشيد: “قطعًا، الذهاب لتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية له أبعاد وتأثيرات غاية في الأهمية، بدءًا من انقطاع أي تمويل لتلك الجماعة، باعتبار التعامل معها بصورة إقليمية ودولية، سيدفع بوضع بعض الدول على رأس القائمة السوداء.
ويشير الكاتب الصحفي محمد الحسن كبوشية إلى أهمية الخطوة، برغم تأخرها مقارنة مع الانتهاكات التي تعرض لها السودانيون على يد الدعم السريع. وزاد كبوشية: التحرك الأمريكي خلال الفترة الماضية نحو ملف السودان ما هو إلا نتيجة لموقف المليشيا نفسها بصورة سياسية، فقد قامت مؤخرًا بإعلان عن تحالف يهدف لفرض واقع جديد بالبلاد، في إشارة لقسمة الجغرافيا، وهو ما يشكل مهددًا على مصالح عدة دول بالمنطقة ويعزز فرضية الفوضى بانتشار الجماعات الحاملة للسلاح والإرهابية وتحويل الساحة السودانية مرتعًا خصبًا لذلك.
ويستدل هنا الكاتب باستجلاب مليشيا الدعم لمقاتلين مرتزقة من أقصى القارة الأوربية للقتال بجانبها.