
عصام جعفر يكتب: السودان الأول في البطالة
مسمار جحا
عصام جعفر
السودان الأول في البطالة
تصدّر السودان التصنيف العالمي لمعدل البطالة بنسبة 62%، وذلك بحسب صندوق النقد الدولي. وهذا التصنيف ليس مفاجئًا ولا غريبًا، فهو يعكس الواقع الذي أفرزته الحرب التي دمّرت الاقتصاد، وعطّلت كثيرًا من نشاطه، وأخرجت المؤسسات الاقتصادية من دائرة العمل والإنتاج.
يعيش السودان ما يُعرف بـ”اقتصاد الحرب”، حيث الانكماش والندرة والاحتكار والنشاط الطفيلي الذي يستنزف عافية الاقتصاد ويحدث فيه الكثير من التشوّهات الاقتصادية التي تقود إلى الانهيار التام، خاصة مع سوء إدارة الاقتصاد وغياب الخطط والبرامج العلمية.
البطالة في السودان هي سيدة الموقف الآن، إذ فقد الناس وظائفهم وأعمالهم بتوقّف المؤسسات الاقتصادية والشركات والمصانع والمحال التجارية، ونزحوا عن المدن إلى مناطق غير متحرّكة اقتصاديًا، أو مناطق ريفية ذات اقتصاد ضعيف لا يلبّي حاجة البلاد ولا يسد متطلباتها.
يواجه السودان الآن تحديًا اقتصاديًا كبيرًا، ومأزقًا سياسيًا وحضاريًا وأمنيًا واجتماعيًا، لأن الاقتصاد هو الوجه الآخر لكل هذه الأنشطة. وما لم تتم معالجة الوضع، فإن النتائج ستكون كارثية بانهيار الأمن والمجتمع، وانعدام الغذاء، وظهور تعقيدات اقتصادية وسياسية متفاقمة.
ما لم تتوقف الحرب ويعمّ السلام والأمن، ويعود الناس إلى مدنهم وقراهم، ويتم تأهيل البنية التحتية، وإيجاد مصادر أساسية ودائمة للطاقة عبر توفير الوقود والبترول والكهرباء، فلن يتقدّم السودان اقتصاديًا خطوة واحدة، وسيظل “اقتصاد الحرب” هو السائد، وسيفقد الناس وظائفهم وأعمالهم، وتزداد معدلات البطالة سنويًا، مخلفة آثارًا أمنية مدمّرة واجتماعية ساحقة.
هل يظل السودان هكذا: اقتصاد راكد، ونشاط معطّل، وبطالة بين أفراد شعبه، وشحّ في الإنتاج، وقلة في الغذاء حتى أن المجاعة ضربت بعض أجزائه؟
لكي يعبر السودان من هذا النفق ويخرج من هذا المأزق، لا بد من إدارة اقتصادية جيدة، حصيفة، أمينة، ودقيقة… وهي غير متوفرة الآن تحت قيادة جبريل