
عصام جعفر يكتب: الأمنيات الخائبة والأكاذيب المفضوحة
مسمار جحا
عصام جعفر
الأمنيات الخائبة والأكاذيب المفضوحة
صدت القوات المسلحة قبل يومين الهجوم رقم ٢٢٧ على مدينة الفاشر، والذي كان معركة عنيفة بكل المقاييس، تكبدت فيه الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وقد تكون إيذانًا بنهاية الدعم السريع كليًا، لأن الميليشيا راهنت على الهجوم وظلت لأسابيع تعد له، وحشدت له كل القوات في معسكر زمزم الذي أفرغته من اللاجئين وجعلته مكانًا لتمركز القوات وتدريبها.
ميليشيا الدعم السريع كانت موقنة بالنصر وبالحشد الكبير، فقد هاجمت الفاشر من ثلاثة محاور وبحوالي ٥٣٤ سيارة قتالية، وعدد كبير من الجنود والمرتزقة الكولومبيين والأفارقة الذين قدموا من كل حدب وصوب. ولكن الميليشيا تفاجأت بالتصدي الرهيب والقوي من الجيش والقوات المشتركة، وسقوط أكثر من ٢٥٤ جنجويدي، وحرق ١٦ عربة قتالية، واستلام ١٦ سيارة أخرى من ضمنها عربتان صرصر، وهروب من تبقى من فلول الميليشيا. الأمر الذي شكل لطمة قوية للميليشيا وقيادتها وداعميها الإقليميين وظهيرها السياسي من العملاء والمرتزقة الذين خرجوا بغربة وكذبة جديدة لتغطية الخسائر الميدانية وضعف الموقف السياسي، فقد زعموا أن البرهان قائد الجيش سافر إلى سويسرا في زيارة سرية جدًا للتشاور مع مندوب الرئيس ترامب للشرق الأوسط لحل الأزمة في السودان، والتي لخصها هؤلاء الموهومون بأن البرهان بحث مع المندوب الأمريكي توقيع اتفاق يوقف الحرب ويعيد الأحزاب إلى المشهد السوداني، وإعادة المسار الديمقراطي، وإيجاد معالجة لقوات الدعم السريع.
بعد فشل الهجوم رقم ٢٢٧ على مدينة الفاشر، أحست الميليشيا بضعف موقفها وذهاب ريحها، ولم يفتح الله عليها ببيان واضح وصريح لكشف حقيقة موقفها إلا من جملة أكاذيب مفضوحة لا تنطلي على أحد، وأُسقط في يد القوى السياسية من الأحزاب العميلة التي كانت تأمل في نصر دارفور ليعيد ميزان القوى ويعيد هذه الأحزاب إلى المشهد…
لقد انسد الأفق أمام الأحزاب والمليشيا، ولا سبيل للعودة أمامها إلا بالأمنيات الخائبة والأكاذيب المفضوحة.