الفاشر .. صمود في وجه أكبر هجوم للإستيلاء على المدينة

الفاشر .. صمود في وجه أكبر هجوم للإستيلاء على المدينة
أمدرمان: الهضيبي يس
عاشت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور يوم الاثنين الموافق الحادي عشر من شهر أغسطس لحظات عصيبة نتيجة لمحاولة الاستيلاء على المدينة الصامدة من قبل عناصر مليشيا الدعم السريع التي حشدت زهاء 500 عربة قتالية لإسقاط المدينة، في هجوم وصف بالأعنف منذ اندلاع الحرب في 15 من شهر أبريل لعام 2023م.
الهجوم الذي على مايبدو قد خطط له سلفا للإستيلاء على المدينة واعلان إقليم دارفور رقعة جغرافية خالصة تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع وتحت غطاء سياسي بقيادة حكومة تأسيس غير المعترف بها دوليا، مما يسخر ويمهد ذلك لمتوضع جديد ضمن مشروع تلك القوة المدججة بالسلاح في دارفور. وبرغم مما تشهده المدينة من تطورات عسكرية، وأوضاع إنسانية ولكنها تحظى بدعم وحماية القوات المسلحة وبقية المجموعات العسكرية المساندة للجيش لفك الحصار. وفي المقابل نجد أن سياسات المليشيا لم تضع في الاعتبار أية تقديرات إنسانية مقارنة مع مقتل المئات من المواطنين العزل في معسكر أبوشوك، ومناطق مثل طويلة وغيرها، مما ضاعف مستويات النزوح وفقا لتقديرات وتقارير تتبع لمنظمات دولية التي أكدت أن مليشيا الدعم السريع قامت بالاعتداء ونهب المساعدات المخصصة لمواطني الفاشر خلال الفترة السابقة.
ويوضح الكاتب الصحفي محجوب حسون أن مليشيا الدعم السريع سعت لتضييق الخناق على مواطني مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور مستخدمة في ذلك مسلك التجويع والإبادة بصورة جماعية. ويضيف حسون: هذا الفعل لجوء لمشروع وتخطيط بمثابة رد فعل مسبق لحالة الفشل الذي صاحب عدم القدرة على إسقاط المدينة جراء هجمات عسكرية متتالية تجاوزت 218 محاولة لم تحقق أي نجاح، ما يؤكد أن الفاشر فعل المواجهة فيها مصحوب بعدة جوانب تحمل الطابع الاجتماعي والعسكري ممثلا في القوات المشتركة.
وعلى الصعيد السياسي يبين الباحث في شؤون الإقليم إسماعيل أبوجنة أن الضرورة تحتم وضع الخطط َوتنفيدها بأعجل ما يمكن بغرض فك حصار مدينة الفاشر الصامدة. مشيرا إلى أن خطوة فك الحصار بدورها تعني فرض واقع جديد على إقليم دافور بدءا من إنهاء أي مساعي لفعل سياسي من مجموعة تأسيس لتحويل إقليم دافور دولة جغرافية منفصلة، وإفساح المجال للجيش لتحرير بقية المدن بالإقليم. وتوقع أبوجنة أن يقوم الجيش خلال الفترة القادمة بتوجيه ضربات عسكرية من شأنها إحداث شلل لتحركات عناصر مليشيا الدعم السريع في إقليم دافور، مما يساعد على توصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين وتخفيف وطأة الحرب. وقال الحسين أبو جنة أن على المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بآليات الشجب والاستنكار وأن يتخذ خطوات جادة بتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية أقدمت على فعل ممنهج لإبادة مواطني مدينة الفاشر.