لقاء البرهان وبولس .. خطوات لوقف الحرب
أمدرمان: الهضيبي يس
تداولت عدد من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء تسريبات عن لقاء جري بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ومبعوث الإدارة الأمريكية لشؤون الأفريقية سعد بولس صاحب الأصول العربية بمدينة زيورخ السويسرية. وبحسب ما تم تداوله فإن اللقاء الذي امتد لنحو ثلاث ساعات بوساطة قطرية رفيعة المستوى وبمطلب من قبل الإدارة الأمريكية، ناقش تطورات الأوضاع في السودان وقضية إيقاف الحرب ووقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية لعدة مناطق في السودان، بينما تضمن موقف السودان ضرورة استبعاد الدعم السريع من أي عملية سياسية / عسكرية تتعلق بمستقبل السودان وتفكيك القوة العسكرية والإقتصادية التي تتمتع بها المليشيا في إشارة لمجموعة الشركات والقنوات الاقتصادية التي تعمل على تمويل الدعم السريع وتعمل على استمرار الحرب.
وتوالت ردود الأفعال على مستوى الرأي العام السوداني مابين مؤيد، ورافض لما ذهب إلية البرهان من خطوة تتصل بمناقشة عملية سياسية تنبني على تفاوض قد يعمل على إعادة الأوضاع لما قبل أندلاع الحرب في 15 أبريل لعام 2023 مع الدعم السريع. ويوضح الكاتب الصحفي محمود الدنعو أن أي عملية سياسية لا تستصحب مطالب السودانيين في تفكيك قوة الدعم السريع العسكرية بشكل كامل لن تكون مقبولة قط.
بالإضافة إلى أن الاعتماد على ماورد في نصوص اتفاقية جدة الموقعة في شهر مايو لعام 2023 باتت غير صالحة باعتبار وجوب جملة من المتغيرات العسكرية، والسياسية. علاوة على عدم رغبة المؤسسة العسكرية ممثلة في الجيش في الاصطدام مجددا مع واقع جديد شبيه بالدعم السريع والدخول في مأزق عسكري قد يكلفها جملة خسائر بشرية، واقتصادية.
ويضيف الدنعو: (موقف الجيش من مجريات أي تفاوض هو من سيرجح كفة الذهاب بعيدا مع الدعم السريع أم لا).
ويشير المراقب السياسي محمد عثمان الرضى إلى أن مرحلة التفاوض حول إقرار أي صفقة سياسية قد تجاوزتها عوامل الواقع مع الدعم السريع سياسيا، واجتماعيا وإنما الآن بات الأمر متصلا بتنفيذ اشتراطات الحكومة السودانية بصورة عسكرية. وزاد: الذهاب مع مطلب الإدارة الأمريكية يظل هو الآخر جزء من طبيعة المرونة السياسية وفقا لمقتضيات الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان سياسيا، وعسكريا. مؤكدا بأن الإدارة الأمريكية على ما يبدو أنها ترغب في إنهاء أزمة الحرب بأقل الخسائر وعدم فقدان أي طرف من الأطراف التي تقوم بتوفير المساعدة للدعم السريع بصورة إقليمية ودولية، بينما تعمل على تحقيق اتفاق يكفل عدم تطبيق نموذج الانقسام الجغرافي في أرض واحدة كما حدث مع ليبيا.