حكومة السودان .. انتصارات عسكرية وأمنية ودبلوماسية وسياسية

تقرير: مجدي العجب

داخليا، دوليا وإقليميا ما مر يوم وإلا فقدت فيه مليشيا الدعم السريع الكثير على كل المستويات، فقد ظنت وبعض أذرعها السياسية التي تحاول أن تجمل قبحها أنها يمكن أن تكسب شيئا ولكن فقد ثبت العكس خاصة بعد أن ذهبت في طريق تشكيلها حكومة أطلقت عليها زورا إسم (حكومة السلام) بعد كل جرائمها التي ارتكبتها في حق المواطنين وظنت أن العالم غافل عما تفعل ويمكنها خداع جزء من كل، ولكنها ظلت تجني الفشل على المستوى السياسي والهزائم على المستوى العسكري والميداني.

 

دعم واعتراف

 

وفي نفس الوقت تكسب الحكومة السودانية على مستوى المجلس السياسي والحكومة التنفيذية بقيادة دكتور كامل إدريس دبلوماسيا وسياسيا وأمنيا وعسكريا وشعبيا. ففي الميدان تم دحر مليشيا الدعم السريع، وإلتفت كثير من دول العالم ذات الوزن الثقيل حول الحكومة السودانية داعمة وباذلة كل الجهود لأمنة واستقراره. وعلى سبيل المثال فقد ظلت مصر، تركيا، قطر، روسيا وغيرهم يقفون بكل صلابة وقوة في دعم الحكومة السودانية للحفاظ على وحدة السودان فهذه الدول تعلم علم اليقين السيناريو الذي تم اعداده لتفتيت السودان وجعله دويلات متفرقة وإتضح ذلك جليا للعامة بعد أن شكلت قوة الجنجويد المتحالفة مع الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو وظهيرهما السياسي تأسيس خطرا داهما، وبانت النوايا. ولكن فشلت هذه القوة في كسب أي دعم خارجي يرفع عنها الحرج. والأمر على المليشيا أن حتى الدول العظمى التي لم تخطو ولو خطوة جادة في تجريمها سابقا، الآن تغير موقفها تماما بما فيهم أمريكا وبريطانيا، وقد بات تصنيف المليشيا كمجموعة إرهابية أمر يتعلق بزمن قليل.
أما حكومة السودان فقد وجدت الدعم من كل الدول ومازال الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة يتحرك في كل العالم ويقابل كل الرؤساء بشرعيته التى أكسبها له الشعب هذا إلى جانب حرص المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على دعوة البرهان لكل المحافل.

سلام السودان ووحدة أراضيه

 

وإستمرارا لهذه الجهود وهذا الدعم من الدول الشقيقة والصديقة للحكومة وشعب السودان، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال لقائه مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة أن تركيا ومصر متفقتان بشكل كبير على ضرورة وقف الحرب في السودان فورًا، والعمل على حل سياسي شامل يضمن وحدة البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها. وشدد فيدان على أن وقف نزيف الدماء في السودان أولوية قصوى، داعيًا إلى تجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تقسيم البلاد، والبحث عن حلول دبلوماسية وسلمية تضع حدًا للصراع وتحقق السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. وقال مراقبون أن مصر وتركيا ظلتا تدعمان السودان على مر العصور ويرفضون كل ما يهدد أمنه واستقراره، مشيرين إلى اهتمام تركيا ومصر بالسودان يأتي للعلاقات الأزلية التي تربط هذه البلدان، إضافة إلى العديد من الملفات ذات الإهتمام المشترك.

 

شرعية الشعب السوداني

 

ويقول رئيس كيان الشمال محمد سيد أحمد الجكومي إنه من المعلوم بالضرورة أن لا شرعية لأي مليشيا تمردت على الدولة وفي الصومال خير شاهد على ذلك بحيث لم تنل اعترافا من أي دولة أو منظمة. وأضاف الجكومي في تصريح خص به ألوان: ومن يراهن على حكومة الوسائط التي كونتها مليشيا الدعم السريع بأنها سوف تنال سندا دوليا وإقليميا برغم الإمكانيات المالية الكبيرة التي يمكن أن تشتري بها ذمم المنظمات وبعض الدول فهو واهم. وزاد: مصر وتركيا وغيرهما يعلمون تماما سيناريو الجنجويد. ومصر لا يمكن أن تفرط في عمقها الإستراتيجي والأمني. بالإضافة إلى عدم اعتراف الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي وكذلك الإتحاد الأروبي بالمليشيا. بل تعاملوا مع الحكومة السودانية الشرعية برئاسة البرهان. وذهب الجكومي في حديثه قائلا: شرعية الشعب السوداني في حكومته على مستوى مجلس السيادة ومجلس الوزراء هي الشرعية المعترف بها دوليا وإقليميا.

 

رسالة للمليشيا وأذنابها

 

من جانبه يرى الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور حسن الشايب أن الموقف التركي والمصري المشترك تجاه السودان يحمل دلالات سياسية مهمة إذ يعكس إدراكاً متزايداً في الإقليم لخطورة إستمرار الحرب على وحدة السودان وإستقراره وما قد يترتب على ذلك من تداعيات على أمن البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي وبالطبع سينعكس ذلك على الأمن الدولي.
وأضاف في حديث لألوان لذا أعتقد أن توحيد المواقف بين أنقرة والقاهرة في هذا التوقيت يرسل رسالة واضحة للحكومة السودانية وللمليشيا وأذنابها وللفاعلين الدوليين بأن المجتمع الإقليمي يرفض أي مسار يقود إلى تفتيت البلاد أو المساس بسيادتها كما أنه يعزز من فرص تشكيل جبهة إقليمية داعمة لمسار سياسي شامل خاصة إذا ما توازى مع ضغوط دبلوماسية من أطراف عربية وأفريقية أخرى. وزاد دكتور الشايب في حديثه: من وجهة نظري أرى أن التحدي الحقيقي يبقى في قدرة هذه المواقف على التحول إلى آليات عملية للضغط على المليشيا وذراعها السياسي والدول التي لا زالت تدعمها وإطلاق مسار تفاوضي جاد يضع مصلحة البلاد فوق أي مصلحة أخرى فالزخم الإقليمي وحده لن يكفي ما لم يقترن بخطوات واضحة وضمانات لتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه. وأكد الشايب على أن شرعية السودان في حكومته برئاسة مجلس السيادة ومجلس الوزراء لم تمس وظلت مكان إقرار من كل دول العالم إن لم يكن معظمها وقد وضح ذلك في تحركات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء كامل إدريس خاصة بعد الزخم الإعلامي الذي وجدته زيارته الاخيرة إلى مصر. وبالتالي يمكن أن نقول إن حكومة الوسائط التي شكلتها مليشيا الدعم السريع لن تنال سوى الخسران المبين، فهي حكومة في عقول متوهمة لا تملك زمام أمرها حتى في الحركة.