غرق مهاجرين من مصر والسودان والصومال في طريقهم إلى أوروبا

رصد: ألوان
في حادثة مأساوية جديدة، غرقت قاربين يقلان نحو 95 مهاجراً غير نظامي قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، ما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 27 شخصاً، وسط حالة من الذعر والحداد في عدد من الدول الأفريقية التي ينتمي إليها الضحايا.
مصدر في جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بغرب ليبيا وصف الواقعة بأنها كارثة إنسانية متجددة، موضحاً أن القاربين انطلقا من ساحل مدينة الزاوية يوم الأربعاء، لكن أحدهما تعرض للانقلاب في عرض البحر، مما دفع الركاب إلى الانتقال إلى القارب الثاني الذي لم يتحمل الوزن الزائد وغرق هو الآخر.
المصدر أشار إلى أن القوارب المستخدمة في هذه الرحلات تُدار من قبل شبكات تهريب منظمة، وصفها بأنها “مافيا كبيرة”، مؤكداً أن الجهاز يبذل جهوداً متواصلة لمواجهة هذه الظاهرة التي تحصد أرواح المهاجرين في البحر المتوسط.
المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، فلافيو دي جاكومو، أكد عبر حسابه على منصة “إكس” أن المهاجرين أبحروا من منطقة قرب العاصمة الليبية طرابلس فجر الأربعاء، وأن تسرب المياه إلى أحد القاربين دفع الركاب إلى الانتقال إلى الآخر، الذي انقلب لاحقاً بسبب الحمولة الزائدة.
الحقوقي الليبي طارق لملوم أفاد بأن غالبية الضحايا ينحدرون من مصر والصومال والسودان وباكستان، مشيراً إلى أن القارب غرق على بعد ميلين فقط من سواحل لامبيدوسا، ما زاد من مأساوية الحادث.
في مصر، سادت حالة من القلق في بعض المناطق التي تشهد تدفقاً مستمراً لأبنائها نحو ليبيا، وذلك عقب انتشار نبأ الغرق.
المتحدث باسم الصليب الأحمر الإيطالي، ماركو أوتافيانو، صرح لوكالة الصحافة الفرنسية يوم الخميس بأنه تم العثور على 23 جثة، بينما نجا 60 شخصاً جميعهم في حالة صحية جيدة. وقد نُقلت جثامين الضحايا إلى الجزيرة في أكياس بلاستيكية، وتُجرى حالياً عمليات التعرف على هوياتهم.
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أكد عبر منصة “إكس” أن عدد الضحايا بلغ على الأقل 27 شخصاً، ما يرجح إمكانية ارتفاع الحصيلة في الساعات المقبلة.
ويأتي هذا الحادث بعد أيام قليلة من واقعة مشابهة شهدت غرق قارب قبالة مدينة طبرق شرق ليبيا، ما أدى إلى وفاة 18 مهاجراً، معظمهم من مصر، بينما لا يزال 50 آخرون في عداد المفقودين.
بيانات المنظمة الدولية للهجرة تشير إلى أن أكثر من 700 لاجئ ومهاجر لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط خلال عام 2025، الذي يُعد من أخطر المسارات البحرية في العالم.
وفي سياق متصل، حمّلت منظمات إنسانية الحكومات الأوروبية مسؤولية هذه الوفيات، منتقدة سياسات الهجرة وتراجع عمليات الإنقاذ، بينما ألقت السلطات الإيطالية باللوم على شبكات تهريب البشر، وأعلنت فتح تحقيق قد يشمل بعض الناجين.
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال 60 ناجياً من القارب الذي انطلق من طرابلس، بينهم أربع نساء، بعد أن رصدت قوات الأمن الإيطالية قارباً صغيراً مغموراً جزئياً ظهر الأربعاء.
السلطات الإيطالية أرسلت إلى موقع الحادث مروحية وطائرتين وخمس سفن، بينها واحدة تابعة للوكالة الأوروبية لحرس الحدود وخفر السواحل، في محاولة للسيطرة على الوضع وإنقاذ من تبقى.
غالباً ما يسلك المهاجرون طريق جزيرة لامبيدوسا للوصول إلى إيطاليا، عبر قوارب متهالكة أو مكتظة تنطلق من سواحل تونس وليبيا، في ظل ظروف محفوفة بالمخاطر.
الحكومة الإيطالية، بقيادة جورجيا ميلوني، أبرمت اتفاقيات مع عدد من دول شمال أفريقيا، تضمنت تقديم دعم مالي وتدريب مقابل التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية.
وبحسب وزارة الداخلية الإيطالية، فقد وصل إلى البلاد عبر البحر نحو 38,263 شخصاً منذ بداية العام، وهو رقم مستقر مقارنة بالعام الماضي، لكنه يمثل انخفاضاً كبيراً مقارنة بعام 2023.
وفي تطور لاحق، باشرت وزارة الخارجية المصرية إجراءات نقل جثامين عشرة مهاجرين مصريين من ليبيا، بعد أن تم التعرف عليهم من قبل ذويهم.