سيد خليفة .. سفير الأغنية السودانية

سيد خليفة .. سفير الأغنية السودانية
بقلم: أمير أحمد حمد
السيد علي محمد الخليفة الأمين. هكذا مدون في شهادة ميلاده شأنه شأن أقرانه من المطربين يظهرون بأسماء غير التي عرفوا بها وسط أسرتهم الكبيرة والصغيرة. سيد خليفة هكذا عرفه الناس وعرفه الفن السوداني الذي أصبح فيه رقما لا يستطيع كائن من كان أن يتجاوزه. إنحدر من أسرة تدين بالولاء للطريقة الختمية وإنعكس ذلك في اختيار إسمه على مرشد الطريقة الختمية. إلا أنه اختار لنفسه اسم آخر (سيد خليفة).
ولد في قرية الدبيبة القريبة من الخرطوم، تلك القرية التي أهدت للمستمع السوداني أعذب الأصوات، فكان أحمد المصطفى بغنائه الرزين، وخلف الله حمد بغنائه الحماسي، وثنائي الدبيبة وأحمد المبارك ملك الكمان. قبلهم الشاعر صاحب القطع الأخضر أحمد محمد الشيخ الشهير ب (الجاغريو). هذه هي البيئة التي خرج منها الفنان سيد خليفة جاء إلى الخرطوم، حيث الأضواء. امتهن فيها عدة مهن، فإلتحق كصبي لتعليم الحياكة النسائية ومن ثم صار ميكانيكيا، وما لبث أن طار إلى القاهرة وكان يحمل في جوفه أنغام أغنيات من سبقوه في الفن أمثال عثمان حسين وأحمد المصطفى، فكان يردد أغنية متى مزاري أوفي معادي وأغنية الحقيبة نظرة يا السمحة أم عجن وغيرها من الأغنيات. وكان يحي مناسبات السودانيين في مصر ويغني أيضا لأصدقائه في الجلسات الخاصة. وسيد خليفة أتى إلى القاهرة ليدرس في الأزهر الشريف، ولكن عندما ظهرت موهبته الغنائية أجبره أصدقائه أن يترك الأزهر ويلتحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى فكان لهم ما أرادوا.
ما لبث سيد خليفة حتى أصبح سفير الأغنية السودانية الأول، حيث عرف كفنان في القاهرة قبل مجيئه للسودان فكان يردد الأغنية الشهيرة المامبو السوداني، فرددها معه الشعب المصري:
المامبو ده سوداني مامبو
المامبو في كياني مامبو
في عودي وفي كماني مامبو
ما أجمل ألحاني مامبو
مامبو .. المامبو ده سوداني .. مامبو
المامبو في كياني
يا حبيبة ما أحلاكي مامبو
المامبو في غناكي مامبو
كلمات رغم بساطتها ولكن الأداء المسرحي وخفة اللحن جعلها على لسان معجبيه.
وقد تميز الأستاذ سيد خليفة بالأداء الحركي والمسرحي وشرح مفردات أغنياته عبر لغة الجسد التي تميز بها مع صوته البكائي الحزين في بعض أغنياته. وسيد خليفة يعتبر من الملحنين المجيدين خاصة الأغنيات التي باللغة العربية الفصحى وخاصة أغنيات الشاعر إدريس جماع والتجاني يوسف بشير والشاعر حسن عوض فجاءت ألحانه لها سهلة التناول مع التطريب العالي
فمن لم يطرب لغيرة:
أعلى الجمال تغار منا ماذا عليك إذا نظرنا هي نظرة تنسى الوقار وتسعد الروح المعنّى
دنياي أنت وفرحتي ومنى الفؤاد إذا تمنّى
أنتَ السماءُ بدتْ لـنا واستعصمتْ بالبعدِ عنا
هلاَّ رحـمتَ مـتيمـا عصفت به الأشواق وهنا
وهفت به الذكرى فطاف مع الدجى مغنى فمغنى
وكذلك على الخطب المريع طويت صدري، وفي ربيع الحب، وطرير الشباب للشاعر التجاني يوسف بشير.
غنى الراحل سيد خليفة لعدد من الشعراء منهم عبد المنعم عبد الحي
يانجمتي وسعودي لحن برعي محمد دفع الله. الحمام الراقص لحن برعي. سحر وشامة لحن برعي
يابانة والقطر القطر وسمارة ويا ساكن البوادي ويا قماري وكفاك صدود ويا أسمر قول وسالت عليك البامبو السوداني.
وغنى للشاعر إسماعيل خورشيد
مهما يقولوا وسامبا داري عينيك وبنات بلدنا وانا قلبي بدق ويا فرحتي زيدي ظلموك يا قلبي عوازل وحبيت لي ملاك.
كما تغنى للشاعر إبراهيم رجب يا وطني وأحبك انت وعلى ربا النهر ويا حديقة البلدية وجزيرة توتي.
وللشاعر حسن عوض أبو العلا غنى سيد خليفة أسراب الحسان وأمل وورد وشوك ويا ملاك ويا سلام.
وللشاعر سيف الدين الدسوقي أمل أخضر وأودع كيف والنيل المغرد وجنة الريحان.
وللشاعر حسين عثمان منصور كان ترضوا كان تابوا، وليل وكأس وشفاه ونعم ونعمة ودنيا.
وتغنى للشاعر إدريس محمد جماع غيرة وأيامي وربيع الحب. وللشاعر صاوي عبد الكافي أجمل زهرة والله يخليك والمنديل.
وسليمان عبد الجليل
ألو منو وسمحة السكة وزمن الشقا.
وللصادق الياس
دروب القسمة وآمال في الرمال.
وللشاعر إسماعيل حسن إزيكم وجندي البلاد وكسرة السامبا ياحبيبي وأنا مالي ومالو.
وللشاعر محمد يوسف موسى
صوت السما وعايز أقولك ويوم النصر. والشاعر محي الدين فارس بلادي ونحن أفارقة.
وللشاعر إسحق الحلنقي الاستقلال وعدي يا ريس وعلم الوطن.
وللشاعر علي شبيكة
وحيدة قلبي، ست الودع، وزهرة الليلاك وعارفو مدلل وأنا لو بقدر وقلبي من شغلو ومحيرتي أبدا أهواك محيرتي والبراعم وظلال وطني وكلمني.
كما غني من كلمات الشاعر ود الرضى ومحمد قلندر والفيتوري والتجاني يوسف بشير وعمر الحسين وحسبو سليمان ومحمد الطيب عربي ومبارك المغربي والسر دوليب ومبارك حسن خليفة وغيرهم من الشعراء الذين يضيق المجال لذكرهم.