
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الحال…)
مع إسحق
إسحق أحمد فضل الله
(الحال…)
في الستينات، أيام كتابة الدستور، كان الإسلاميون يقولون:
المادة تسعة… السيادة لله تُمارس بواسطة الشعب.
والأحزاب تقول:
لا… السيادة لمجلس السيادة (يعني ليست لله).
ومن حكايات “السيادة لمن؟”: أن العِزّ بن عبد السلام يترك دمشق لأن حاكمها تعاون مع الصليبيين ضد ولايات مسلمة. وفي مصر، يطلب الوالي من العز البيعة، فيقول له:
لا أعرفك إلا عبدًا مملوكًا لبيت المال.
والحال يضطر الوالي إلى الجلوس في السوق ليباع عبدًا، فيشتريه العز ويعتقه، ثم يبايعه.
السيادة لله يا أستاذ، لما كان الناس مسلمين.
وعن حال المثقفين غير المسلمين، يكتب أحدهم ويرسم جحيم النفوس قائلاً:
نحن أبناء حزن كافكا،
وعمق كونت،
واكتئاب دوستويفسكي،
وتوترات سارتر،
وقسوة الحياة عند كامو،
والوعي المدمّر عند فولكنر،
وحزن جيمس جويس،
وانعزال هيرمان هِسّه،
وذهول فان غوخ قبل انتحاره.
ونحن ألم نيتشه،
وحسرة ملتون،
واللمسة المنافقة لغاندى،
وقلق كيركغارد،
وكامو وسيزيف،
وإرهاق فولتير،
وحسرة بروست،
وبورخيس، وهمنغواي، وسيزان، و…
وشتاين لا يترك أحدًا، وبولدوين، ولَسنغ، وكيتس، ومورافيا، و…
وهؤلاء هم الأبواب، وخلف الأبواب مليارات البشر، وكلهم نسخ مكرّرة من هذه الأسماء.
وكل الفرق هو أن هؤلاء خراب له لسان، والآخرون الذين يزحمون الأرض ليس لهم لسان.
هؤلاء هم الذين يتقلبون في هاوية السنين لا يجدون غصنًا يتعلقون به.
ومن يقرأ الأدب العالمي والفلسفة، والأديان والصراع، يفهم ما نقول.
وفي السودان لا تكاد تجد أطباء نفسانيين، لأن السوداني – صادقًا أو مقلدًا – يسكب صديد رأسه على السجادة خمس مرات في اليوم…
والسوداني ما زال يقول:
السيادة لله… تُمارس بواسطة الشعب.