د. عمر كابو يكتب: الأمير .. يجندل البرير ببيان غاية المنطق والعقل والسداد

ويبقى الود

د. عمر كابو

الأمير .. يجندل البرير ببيان غاية المنطق والعقل والسداد

** أقوى فائدة في تقديري جناها الأمير (الأمير) عبدالرحمن الصادق المهدي من تجربة أنه صقلت قدراته العقلية والنفسية فبدأ موفقًا متوازنًا معتدلًا في كل خطبه وتصريحاته حسن الرأي جيد البديهة سليم الباطن.
** مع جودة فائقة على التفكير الإبداعي والتركيز والتأمل وفهم أفضل للذات والمجتمع من حوله مما يؤكد صواب ما أقدم عليه والده الإمام الصادق المهدي رحمه الله بالدفع به شريكًا في تجربة الإنقاذ سياسيًا وعسكريًا لتأهيله لخلافته عن خبرة وتجربة وبعد نظر ما كان له أن يكتسبها دون مشاركة فاعلة في السلطة والاقتراب من مؤسساتها.
** من يطالع بيانه القوي الذي حمل عنوان (تبيان الحقائق) ردًا على خامل الذكر (الواثق البرير) الذي بالكاد لا يعرف عنه الشعب السوداني في معترك السياسة أكثر من كونه زوج بنت الصادق المهدي.
** أجل من يطالع ذاك البيان يدرك قيمة ما ذهبنا إليه آنفًا في مقدمة هذا المقال الذي سنخصصه لهذا البيان لارتباطه الوثيق برؤية الأمير عبدالرحمن الصادق المهدي عن الحرب ودعمه لقوات الشعب المسلحة ورأيه في أفضل وسيلة لعقاب هؤلاء الخونة والعملاء الآن.
** حتى لا يفهم القاريء الكريم أننا شغلناه بموضوع (الواثق البرير) الذي هو أدنى من إهتمامنا بكثير في أن نمنحه إهتمامًا هو أدنى من بكثير.
** حقًا من نكد الدنيا علينا وعلى الأمير عبدالرحمن الصادق المهدي أن يخصص بيانًا كاملًا يثير اهتمامنا ويضعنا في خانة الاهتمام به وفك طلاسمه والتنقيب عن أغواره.
** فكما أسلفت القول بأنه لولا أن البيان حمل بعض الافادات المتعلقة بالحرب الدائرة الآن ورأي الأمير فيها لكنا قد ضربنا صفحًا عن ذكره فقط لأن المعنى به نكرة لا يستحق الرد.
** تفضل الأمير عبدالرحمن الصادق المهدي بالرد على (اتهام) الواثق البرير له بالانحياز لقوات الشعب المسلحة حيث جاء رده مفحمًا مقنعًا لكل ذي لب كما يلي (إن دوري في دعم القوات المسلحة تحتمه عليّ مسؤوليتي وقسمي للوطن).
** ثم بين حق الشعب السوداني للقصاص من الخونة والعملاء المرتزقة دون انتظار لأحكام المحاكم: (كلما استخف السياسي بسخط شعبه وأبدله برضا الخارج كلما نزعت عنه شرعيته الحقيقية، هذا المرض العضال دواؤه ليس في المحاكم بل حسابه بأيدي الشعب السيد فوق كل سيد.
** ثم يتساءل —في تهكم صدر من نفس موغلة في العمق الذي لا تتطرق إليه (لزوجة) أو سذاجة الواثق البرير — تنكيلًا بسلوك القحاطة (الله يكرم السامعين): (أي سياسة وأي ديمقراطية ومدنية تلك التي تؤمل أن تأتي على رؤوس شعبها وفوق سنابك المليشيا أو بدعم ودفع المجتمع الإقليمي والدولي)؟!.
** أنا في ثقة من تقديري بأن الأمير استطاع أن يظهر عجز وضعف وجبن هذا الواثق وهو يقيم عليه الحجة الدامغة بهروبه من الوطن والاحتماء (بالأجنبي) حين عقد بين الإمام الصادق المهدي والواثق البرير كما يلي:
** فقد واجه البرير بضرورة العودة إلى الوطن دفاعًا عن رأية السلام الذي ينشده ضاربًا المثل بوالده الإمام (الحقاني) الصادق المهدي الذي عاد إلى حظيرة الوطن وهو محكوم عليه بالاعدام في يوليو ١٩٧٧ مدافعًا عن المصالحة الوطنية وعاد إليه في ٢٠١٧ وهو محاصر بتهم تصل عقوبتها الاعدام!.
** حين تنتهي من هذه المقارنة ينتابك شعور بالحاجة إلى الهتاف الصادق في وجه هذا الواثق: (عالم جبانات).
** هنا استشهد بقوله تعالى وعدًا من الله ماضٍ: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها).
** دافع عن نفسه بمنطق سديد ورشد أكيد بلغة غلب عليها الاستخفاف بالرويبضة: (ولكن تعجبت لمن لم يقدم في تلك المجاهدات ما يبلغ شراك نعلي أن يهوش بما قابله المناضلون في سبيل نيل الحرية وتحقيق الديمقراطية).
** ليضع ختامًا البرير أمام مسؤوليته الأخلاقية والحزبية قائلًا: (أخشى ما أخشاه أن تظل قيادة الحزب المندرجة في سلك المليشيا في سيرها الحالي لا تسمع هدير شعبها ولا تدرك نبضه ويحق عليها (المكتولة ما بتسمع الصايحة).
** ذاك ما قال به الأمير عبدالرحمن الصادق المهدي في بيانه الذي احتشد موضوعية وحكمة وإبهارًا وجمالًا.
** أما قولنا فيمكن تلخيصه في سؤالين يلحان عليّ كلما رأيت الواثق يصرح أو يصرخ:
الأول: مع استصحابنا لعمق الإمام الصادق المهدي ما الذي لفت نظره وجعله يعجب بهذا الواثق فيقبله زوجًا لبنته؟!.
** أما السؤال الثاني كيف تحتمل أسرة قدمت للناس رموزًا في رفعة معتز وورع معاوية وقوة الأمين وتهذيب خالد (خرمجة وتهريج) الواثق الذي ألحق بهذه الأسرة العظيمة التقية النقية أبلغ الأضرار ونال من اسمها ومكانتها ما نال؟!.
** من الآخر استطاع الأمير (الفارس) عبدالرحمن الصادق المهدي— وهو الذي تعلم الفروسية في صغره وخاض أعظم بطولاتها مما أهله في أن يصبح رئيسًا لاتحاد الفروسية— في الاجهاز على ضحيته ويمرغ سمعتها ومنزلتها في التراب.