كان مهند أمة

كتب: محرر ألوان

قال الشاهد:

إن الشهيد مهند إبراهيم فضل، بعقيدته وعِلمه ومبدئيته وإخلاصه، خرج في سبيل الله لا في قلبه دنيا ولا مغانم ولا صيت ولا سُمعة.
خرج في سبيل الله خالصاً، وترك نعيم هذه الفانية وراءه، ليُثبت لكل السودانيين بشهادته أن لكم هذا غالٍ، ولكم هذا الشعب كريمٌ يستحق كل هذه الدماء والتضحيات.
ولو كان المعيار في التكافؤ بين مهند وهؤلاء البُغاة المرتزقة الخونة بحساب الدنيا، لكان مهند يساوي مليون فردٍ من هؤلاء الأوباش.
لكن الجنة غالية، والشعوب دائماً تحتاج إلى أبطال في مقام مهند.
ويكفي مهند فخراً، ومعه الشهداء، أنهم قد أشعلوا قيم الثأر والبطولة والفداء في كل قبائل كردفان ودارفور، وهم يستعدون الآن للمنازلة والانتصار القادم.
وإن لم يصنع ويُصَوغْ فداءُ مهند وإخوته إلا لهذا الغرض النبيل، لكفاهم.
ويكفي مهند وإخوته خلوداً أن كل مساجد العاصمة، في جمعة الحزن المهيب، قد فَتحت خُطبها وختمتها بالآية الكريمة: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ • فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ • يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).