حكومة المليشيا .. البحث عن شرعية

حكومة المليشيا .. البحث عن شرعية

تقرير: مجدي العجب

يسقط السياسي عموديا حينما يبين جهله بالقوانين الدولية خاصة التي تتعلق بمصير الشعوب. وكذلك يسقط مرة أخرى حينما لا يدرك عواقب قراراته السياسية ومهما كان الأمر مدعوما من بعض الدول، ولكن هنالك خطوات يصبح الانتحار السياسي أمرا محتوما. ذهب مايسمى بتحالف تأسيس الذراع السياسي لمليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو لتعيين مندوب بالمنظمة الدولية التي هي نفسها ضد خطوته ولا يمكن أن تعترف به نهائيا.
وبذلك يصبح الأمر برمته يقع في خانة عدم المسؤولية والجهل بالأعراف والقانون الدولي.

 

تحفظ مشروع

وأبدت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة تحفظها على إعلان حكومة مليشيا الدعم السريع تعيين مندوب جديد للبلاد في المنظمة الدولية، مؤكدة أن هذا الإجراء لا يحظى بأي اعتراف رسمي من قبل الأمم المتحدة، التي تواصل التعامل الحصري مع الحكومة الشرعية برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي.

 

رفض لحكومة تأسيس

 

وفي تعليق رسمي على هذا التطور، شدد الوزير المفوض ببعثة السودان لدى الأمم المتحدة، عمار محمود، في تصريحات اعلامية محدودة على أن المنظمة الدولية لا تعترف سوى بالحكومة الشرعية التي يمثلها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في رئاسة مجلس السيادة، والدكتور كامل إدريس في رئاسة الوزراء، والسفير عمر محمد أحمد صديق وزيرًا للخارجية، إلى جانب السفير الحارث إدريس الذي يشغل منصب المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة.

 

سياسة خارجية متوازنة

 

ويقول الصحافي والمحلل السياسي عبدالعظيم صالح هي خطوة مهمة وكبيرة. وجزء من المعركة التي يخوضها السودان ضد محاولات تقسيمه وتهديد وحدته ووجوده. وأضاف صالح في تصريح لألوان ان محاصرة التمرد سياسيا ودبلوماسيا أمر مطلوب. وزاد: الخطوة تحتاج لجهود كبيرة وعمل دبلوماسي واسع في محيط الإقليم ودول الجوار وفي أروقة المنظمات الأخرى كجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة العمل الداخلي.
وأشار في ختام حديثه لنا بأن المطلوب من رئيس الوزراء الإسراع بتعيين وزير الخارجية ليقود العمل الدبلوماسي ووضع سياسة خارجية محكمة ومتوازنة تحاصر التمرد خارجيا.

 

حكومة الجنجويد هراء

 

فيما وصف الأكاديمي والمحلل السياسي د. محمد تورشين بأن ما قامت به مليشيا الدعم السريع وتأسيس هو أمر يدعو للسخرية. وقال في حديث لألوان: ما حدث من قبل مليشيا الدعم السريع وما يسمى بتحالف بتأسيس أمر يدعو للسخرية وفي نفس الوقت يدعو إلى التهكم، لأنه أمر غريب جدا وعكس حجم التحدي الذي تواجهه الحكومة في أدائها. وأشار في حديثه لنا بأن القانون الدولي واضح تماما خاصة فيما يتعلق بالإعتراف والشرعية. تساءل: لماذا اصرار تأسيس والجنجويد على إعلان تشكيل حكومة بهذه السرعة؟ والأهم من ذلك تعين مندوب لها لدى المنظمة الدولية؟
مستدركا: إن في الأمر أجندات هي التى تخطط لتأسيس والدعم السريع.
ووفقا للقانون لا يمكن الاعتراف بهذه الحكومة ولا مناديبها لدى المنظمة الدولية فكل ذلك عبارة عن هراء واستهبال ويوضح أن هذا الأمر لا يرتقي إلى المسؤولية اطلاقا ومخالف لكل القوانين في كل العالم بل هنالك توجيهات من قبل بعدم الاعتراف بهذه الخطوة غير المسؤولة التي أقدمت عليها تأسيس والدعم السريع.

 

القوى الوطنية ترفض

 

من جانبها أعلنت تتسيقية القوى الوطنية رفضها وإدانتها لإعلان مايسمى بحكومة السلام. وقالت إن هذه الخطوة المعزولة تمثل انتهاكا للشرعية وتهديد لوحدة وأمن واستقرار البلاد. وقالت القوى الوطنية في بيان أن الحكومة الافتراضية التي تتبناها مليشيا آل دقلو المتمردة وأعوانها من أفراد معزولين استبدلوا مصلحة الوطن بمصالح شخصية وسياسية وقبلية ضيقة من أجل تنفيذ مشروع الاستعمار الجديد والمخطط الاجرامي الإماراتي الصهيوني. وأشارت القوى إلى أن هذه الخطوة المعزولة تمثل انتهاكا للشرعية وتهديد لوحدة وأمن واستقرار البلاد، وحتما إن هذه المؤامرات ستتكسر تحت أقدام الشعب السوداني البطل وتصطدم بوعيه وإدراكه. وثمنت القوى الوطنية الموقف المبدئي للأمين العام للامم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وكافة الدول برفضها تشكيل حكومة موازية ودعمها للحكومة الشرعية في السودان ووحدة وسلامة أراضيه. ودعت الجميع للوقوف صفا واحدا ضد المؤامرات التي تستهدف وحدة الوطن وسيادته وكرامته، ودعم الحوار السوداني – السوداني، والتوافق حول مشروع وطني يحقق الأمن والسلام ونهضة البلاد.