الهجوم على هجليج .. المليشيا تستهدف اقتصاد السودان ودولة الجنوب

الهجوم على هجليج .. المليشيا تستهدف اقتصاد السودان ودولة الجنوب

أمدرمان: الهضيبي يس

استهدفت مليشيا الدعم السريع عن طريق سرب من الطائرات المسيرة حقل هجليح النفطي الواقع على الحدود السودانية، الجنوب سودانية مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى وإتلاف في محطة التكرير والخط الناقل. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تخطط عناصر المليشيا لإستهداف المنشآت النفطية للدولة، فقد قامت ذات المليشيا خلال العام 202‪4م بإستهداف حقل بليلة مما أسفر عن توقف عملية ضخ النفط الخام عبر الأنابيب من دولة جنوب السودان عبر الأراضي السودانية.

 

وسارعت وزارة النفط السودانية لإطلاق تحذيرات من هذه الأعمال التخريبية التي تستهدف اقتصاد السودان ودولة جنوب السودان، وأن ذلك سيؤدي إلى توقف إنسياب النفط عبر الأراضي السودانية مما سيكون له آثار اقتصادية وخيمة على الخرطوم، وجوبا معا.
وتم استئناف حركة ضخ نفط دولة جنوب السودان خلال شهر مايو الماضي بعد التوصل لتفاهمات مشتركة بين السودان، وجنوب السودان أسفرت عن إعادة ضخ النفط الجنوبي مجددا بعد توقف دام نحو العامين جراء الإتلاف الذي لحق بالأنابيب ومحطات التكرير.
ودعت حكومة جمهورية السودان، حكومة جوبا بضرورة تحمل مسؤوليتها تجاه مايجري باعتبار ماظلت تتعرض له خطوط ومحطات النفط من حيث تأمين وسلامة المنشآت النفطية يقع على عاتقها المباشر، سيما وأن التعاطي مع ما يحدث يكاد البعض يصفه بالتقاعس وعدم القدرة على إبداء أي رد فعل يصب في خانة القيام بدور لحماية تلك المرافق.
وتتخوف بعض الدوائر في السودان من وجود نوع من التآمر بشكل غير مباشر من قبل بعض الأطراف الجنوب سودانية لتشكيل كرت ضغط جديد على السودان عبر ملف النفط والزج به بصورة سياسية بما يخدم مشروع مليشيا الدعم السريع الهادف لشل حركة السودان سياسيا، واقتصاديا.
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ناصر يوسف ان تذبذب ملف النفط من وقت لآخر بين دولتي السودان، وجنوب السودان ظل دائما يأخذ البعد السياسي أكثر من كونه الاقتصادي، لافتا للعب بعض مجموعات الضغط الداخلية في دولة جنوب السودان لأدوار تصب في صالح مجموعات إقليمية، ودولية لها خلاف وحرب باردة مع السودان وتسعى لتسخير ملف النفط لصالحها.
ويضيف ناصر: أن عدم قيام جوبا بتشكيل موقف واضح تجاه ما تتعرض له المنشآت والمرافق النفطية، أمر يشير بصورة أو بأخرى للدخول في خط الحرب السودانية بعد الموافقة على بنود لصفقات اقتصادية، سياسية للعمل مع مليشيا الدعم السريع تحت غطاء وتعاون إقليمي، متوقعا أن تسفر هذه التطورات السياسية، الاقتصادية عن توسع شقه الخلافات بين الخرطوم وجوبا من جديد حال ثبت شروع حكومة الرئيس سلفاكير في مد يدها للتعاون مع مليشيا الدعم السريع.
وزاد: فالأمر يتطلب تكوين قوة دفاع مشتركة تعمل على حماية هذه المنشآت بين الدولتين وفقا لتفاهمات مشتركة تعزز جانب الثقة بما يكفل عدم لعب أي دولة لأدوار مهددة للآخر.