نجوم من معركة كرري .. (إبراهيم الخليل) 1874 – 1898م.

نجوم من معركة كرري .. (إبراهيم الخليل) 1874 – 1898م.

بقلم: أمير أحمد حمد

ولد إبراهيم الخليل في دار الرزيقات دخل الخلوة شأنه وشأن الصبية في ذلك الزمان. وقبل أن يكمل العاشرة من عمره أحضره
الخليفة هو وأخوانه إلى أمدرمان وأشرف
على تربيتهم مع ابنه شيخ الدين بنفسه. رغم أنه تربى في بيت الخليفة إلا أنه كان أكثر أمراء التعايشة تواضعا وسماحة خلق لأنه نشأ في المدينة فنشأ متبرئا من التعصب القبلي الذي عانى منه بعض أمراء المهدية كثيرا.
كان يميل دائما إلى مجالسة العلماء الكهول فأكتسب ثقافة ولباقة في الحديث، فضمه الخليفة إلى مجلس الشورى الخاص به. رغم صغر سنه كان قائدا عسكريا متميزا. ولتميزه هذا أوكل إليه الخليفة قيادة جيش الكارا وقد أجاد القيادة، فأخضع الجيش إلى تدريب مستمر رغم كفاءة جيش الكارا وكان الخليفة كثيرا ما يشاهد هذه التدريبات وهو جالس على عنقريبه معجبا بأداء إبراهيم الخليل. ونتيجة لهذا الإعجاب عينه الخليفة في أعلى مناصب الدولة وقد أوكل إليه في معركة كرري قيادة الهجوم الأول. وقبل الهجوم انعقد مجلس الخليفة لإدارة المعركة الذي انتهى بإتخاذ القرار بالهجوم على العدو في الصباح الباكر ولكن عثمان دقنة وإبراهيم الخليل من الذين أعترضوا الهجوم في الصباح، فكانوا يرون الهجوم ليلا أجدى من الصباح ولكن رأي الخليفة كان الغالب وقد تبرم إبراهيم من هذا القرار وقد ظهر هذا التبرم للدرجة التي خاطب فيها الخليفة بحدة قائلا قولته المشهورة: (المهدية مهديتكم لكن نصرة مافي). دخل المعركة وهو محبط بسبب القرار فكان من أوائل الشهداء في المعركة وقد أخرجت جثته في حالة أبكت وأحزنت الخليفة كثيرا. وهذا إن دل إنما يدل على مكانته الكبيرة عند الخليفة.
كان هنالك عداء مستحكم بينه وبين ابن الخليفة شيخ الدين الذي كان قائدا لجيش الملازمين وقد ظهر هذا الخلاف جليا عندما نزع شيخ الدين جوادا أعجبه من أحد جنود إبراهيم الخليل. وعندما علم إبراهيم الخليل بذلك ذهب بنفسه وأعاد الجواد لصاحبه (ود هيبة). وعندما علم شيخ الدين بذلك غضب غضبا شديد ولو لا تدخل الأمير يعقوب أخ الخليفة لنشبت حرب داخلية بين جيش الكارا والملازمين.
ومعلوم أن معركة كرري يوم ٢ سبتمبر ١٨٩٨م وأستبسل فيها الأنصار وبذلك بدا الاستعمار الثنائي الانجليزي المصري وانتهت دولة المهدية رسميا باستشهاد الخليفة عبد الله في أم دبيكرات في يوم ٢٤ نوفمبر ١٨٩٩م.